جولة مفاوضات جديدة بين أوكرانيا وروسيا ومأساة في ماريوبول
٢٨ مارس ٢٠٢٢مع ترقب بدء جولة مفاوضات جديدة بين كييف وموسكو في مطلع الأسبوع في اسطنبول، أبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة مسألة حيادها "بعمق"، في وقت تشهد مدينة ماريوبول بشرق البلاد وضعاً إنسانياً "كارثياً".
ويلتقي المفاوضون الأوكرانيون والروس في اسطنبول الإثنين أو الثلاثاء بحسب المصادر لمحاولة وقف النزاع الذي أرغم حتى الآن أكثر من 3.8 ملايين أوكراني على الفرار من بلادهم، وفق حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة الأحد.
لا أمل في انفراجة كبيرة!
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد في مقابلة عبر الإنترنت مع وسائل إعلام روسية نقلتها قناة الإدارة الرئاسية الأوكرانية على تلغرام أن من النقاط الرئيسية في المفاوضات "الضمانات الأمنية والحياد والوضع الخالي من الأسلحة النووية لدولتنا".
وتابع أن "هذا البند في المفاوضات يمكن فهمه برأيي وهو قيد النقاش، يتم درسه بعمق"، لكنه حذر في المقابل بأن المسألة يجب طرحها في استفتاء وأن بلاده بحاجة إلى ضمانات، متهما بوتين ومحيطه بـ"المماطلة".
لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا قال قبل المحادثات بين ممثلي أوكرانيا وروسيا في تركيا إنه لا يتوقع حدوث انفراجة كبيرة. وقال فاديم دينيسينكو مستشار وزارة الداخلية اليوم الاثنين "لا أعتقد أنه سيكون هناك أي انفراجة بشأن القضايا الرئيسية".
كارثة إنسانية في ماريوبول
وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية ليل الأحد الإثنين على تويتر أن سكان المدينة المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع "يكافحون من أجل البقاء، الوضع الإنساني كارثي"، وأضافت أن "القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى غبار" فيما ندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بحصار كامل على المدينة التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ بضعة أسابيع.
وقال مساء الأحد "كل المنافذ للدخول إلى المدينة والخروج منها مقطوعة ... من المستحيل إدخال مؤن وأدوية إلى ماريوبول" مضيفا أن "القوات الروسية تقصف قوافل المساعدة الإنسانية وتقتل السائقين". وكشف أنه تم نقل حوالى ألفي طفل إلى روسيا مؤكداً "هذا يعني خطفهم، لأننا لا نعرف أين هم تحديداً. بعضهم مع أهلهم، وبعضهم الآخر لا. إنها كارثة".
وقتل حوالى ألفي مدني في ماريوبول بحسب حصيلة أعلنتها بلدية المدينة مؤخراً. وقال زيلينسكي إن حوالي مئة ألف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وفشلت عدة محاولات لفتح طريق آمن للمدنيين وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بانتهاك وقف إطلاق النار.
وبعد عشرة أيام على قصف مسرح ماريوبول، لم يعرف بعد مصير مئات المدنيين الذين لجأوا إلى المبنى، ووصفت مسؤولة في البلدية البحث عنهم بأنه مهمة شبه مستحيلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أو الثلاثاء لتنظيم عملية إجلاء من ماريوبول.
هجمات أوكرانية مضادة
من جانبها، شنت القوات الأوكرانية هجمات مضادة ناجحة حول مدينة خاركيف في شرقي البلاد، وفقا لما أعلنه القائد العسكري الإقليمي. ويبدو أن الطوق يتراجع عن بعض المدن المحاصرة مثل ميكولاييف التي تعتبر آخر حاجز قبل مدينة أوديسا، أكبر موانئ أوكرانيا، والتي تتعرض للقصف المدفعي الروسي منذ أيام.
وقال القائد الإقليمي أوليغ سينيغوبوف عبر تيليغرام إنه تم دفع القوات الروسية للتراجع من عدة مواقع يوم الأحد. وتابع "لقد دفعنا المحتلين للعودة في اتجاه الحدود الروسية، وأضاف أن مبنى سكني تعرض للقصف خلال الغارات الروسية على قرية أوسكيل في إقليم إزيوم و قتل 4 أفراد من عائلة واحدة. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة المعلومات.
وأعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية الإثنين في بيان أن الطيران الأوكراني دمر أربع طائرات ومروحية روسية الأحد، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تصد "خمس هجمات معادية في اليوم" على الجبهة الشرقية في اتجاه منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين حيث دمرت دبابتان روسيتان.
واندلعت حرائق جديدة في منطقة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية، بحسب السلطات الأوكرانية التي دعت إلى "نزع السلاح" من المنطقة برعاية الأمم المتحدة.
وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على تلغرام مساء الأحد "اندلعت حرائق هائلة في منطقة الحظر يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة جدا".
وأفادت السلطات المحلية الأوكرانية أن الجيش الروسي سيطر على بلدة سلافوتيتش حيث يقيم موظفو محطة تشيرنوبيل واعتقل رئيس البلدية فترة وجيزة. وخرجت فيها تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا.
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب ، رويترز، د ب أ)