حادثة حريق منزل يقطنه أتراك تخيم على لقاء ميركل ـ اردوغان
٨ فبراير ٢٠٠٨التقت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اليوم الجمعة(8 فبراير/شباط) رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مكتب المستشارية ببرلين. وخيمت على اللقاء حادثة حريق شب في مبنى سكني تقطنه عائلات تركية في مدينة لودفيجسهافن غرب ألمانيا. المستشارة ميركل من ناحيتها أكدت لرئيس الوزراء التركي التزام بلادها بالكشف عن ملابسات الحادث بأقصى سرعة ممكنة، وقالت خلال مشاركة الزعيمين في حلقة نقاشية مع طلبة في العاصمة الألمانية "إن الحادث الفظيع قد أصابنا جميعا في ألمانيا بالصدمة، تماما كما حدث في تركيا". وقد بدأت الحلقة النقاشية بدقيقة حداد على أرواح ضحايا الحريق الذين بلغ عددهم 9 قتلى وأكثر من 60 مصابا، بعدها أشاد أردوغان بقوات الشرطة وقال إنه لولا الجهود الكبيرة للشرطة ورجال الإطفاء لكانت الآلام أشد.
وكان رئيس الوزراء التركي قد زار أمس الخميس مكان الحادث وحث مواطنيه الذين يعيشون في ألمانيا على ضبط النفس بعد أن كانت وسائل إعلام تركية قد أثارت تكهنات حول وجود دوافع عنصرية وراء الحادث. وقال اردوغان إن الكشف عن ملابسات الحريق سيجعل المجتمعين الألماني والتركي يتنفسان الصعداء.
مطالب بتعميق الاندماج
يعيش في ألمانيا أكثر من مليوني وربع المليون شخص ينحدرون من أصول تركية، وبذلك تكون الجالية التركية أكبر جالية أجنبية في البلاد، الأمر الذي يجعلها عنوانا رئيسيا لمشاريع الإندماج المختلفة التي تقوم بها الهيئات الألمانية. الصحفي كريم كاليسكان في جريدة "هوريات" التركية يرى في حوار له مع الموقع الالكتروني لجريدة "دير شبيغل" الألمانية أن وضع الأتراك اليوم لا يقارن بوضعهم قبل 40 عاما عندما وصلت أولى موجات العمالة التركية إلى ألمانيا. فآنذاك لم يتحدث أحد منهم الألمانية وكانوا "يضلون طريقهم إلى محل البقالة"، أما اليوم فقد نجح أحفادهم في الاندماج مع المجتمع الألماني ووصلوا إلى قمة المؤسسات والأحزاب السياسية في ظل ظروف ليست سهلة، حسب تعبيره.
لكن الصحفي كاليسكان انتقد الموقف الألماني الرافض لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال إن الأتراك المقيمين في ألمانيا يمكنهم لعب دور هام في جعل تركيا جزءا من أوروبا، كما يمكن للقوة العاملة التركية في ألمانيا أن تعوض الفجوات في سوق العمل الألماني بفعل ظاهرة "هِرم المجتمع". وأضاف قائلا إن الأتراك عايشوا النهضة الصناعية في ألمانيا والوحدة بين شطريها بعد الحرب الباردة، وفي كل محطة من تلك المحطات التاريخية كانوا يقومون بدورهم على أكمل وجه، لكنهم يستبعدون اليوم من أوروبا، حسب كلام كاليسكان.
قضية الاندماج كانت أيضا حاضرة في كلمة رئيس الوزراء التركي اليوم، حيث دعا أردوغان إلى تفعيل الاندماج ومنح المهاجرين فرصة للعب دور أكبر في المجتمع، وسط تصفيق حاد من الطلبة. وقال إننا نعمل جميعا على تعزيز العلاقات التركية الألمانية، مشيرا إلى أن هناك 70 ألف ألماني يعيشون في تركيا بشكل دائم، إضافة إلى ربع مليون ألماني زاروا تركيا في العام الماضي فقط.
مسؤولية الإعلام
رئيس الوزراء التركي حرص على تجاوز الأزمة التي أثارتها تقارير صحفية تركية حول وجود دوافع عنصرية وراء حادث حريق المنزل في مدينة لودفيجسهافن. حيث أكد على ضرورة تحلي وسائل الإعلام الألمانية والتركية بالمسؤولية حيال مجتمعهما. جدير بالذكر أن التقارير الصحفية التركية أثارت حفيظة عدد من المسؤولين الألمان لأنها ـ في رأيهم ـ تستبق نتائج التحقيقات. في هذا الصدد حذر وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله في حديث مع صحيفة "فيست دويتشه ألجماينه تسايتونج" الصادرة أمس الخميس من توجيه الاتهامات الخاطئة. وقال شويبله مشيرا لردود الفعل التركية على الحريق:"نشعر بالصدمة تماما مثلهم جراء وفاة تسعة أشخاص كانوا يعيشون لدينا، بصرف النظر عن جنسيتهم".