حركتا فتح وحماس تتبادلان الاتهامات بتعطيل المصالحة الوطنية
١٢ أكتوبر ٢٠٠٩اعتبرت حركة فتح، التي يتزعّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس الأحد (11 أكتوبر /تشرين الأول) أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إنّما "يعكس رغبة حماس في تعطيل المصالحة الفلسطينية وإهدار الجهود المصرية لتحقيقها". وتساءل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، عمن سيستفيد من "وأد المصالحة الفلسطينية"، غذ قال: "لمصلحة من هذا التعطيل؟"، مشيرا إلى أن "خطاب مشعل يعدّ انتصارا لأجندات خارجية، وليس انتصارا لمصالح الشعب الفلسطيني". وحمّل الشيخ حركة حماس "مسؤولية فشل المصالحة والحوار".
مشعل يطالب "بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني"
يأتي ذلك عقب الخطاب الذي ألقاه خالد مشعل، أمس الأحد، في دمشق واتّهم فيه حركة فتح بإعاقة المصالحة الفلسطينية، وذلك عندما وافقت السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، بإرجاء التصويت في مجلس الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان على تقرير غولدستون حول الحرب الأخيرة في قطاع غزّة. ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية للأنباء عن مشعل وصفه لقرار السلطة الفلسطينية بإرجاء تقرير غولدستون بأنّه "أفسد وسمّم الأجواء وشكّل حالة غضب لا يمكن في ظلها عقد جلسة المصالحة". ودعا مشعل إلى "إعادة بناء منظّمة التحرير"، معتبرا أن "حركة فتح تستحق قيادة أفضل". وقال إن :"تقرير غولدستون هو القشّة التي قصمت ظهر البعير"، لافتا إلى "ضرورة إعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية". وقال مشعل إن "مشروع المصالحة مازال قائما بالنسبة لحماس"، مشدّدا على أنّ "المصالحة - حسب رؤيته - تعني "ترتيب البيت الفلسطيني، في إطار السلطة الفلسطينية والتوافق على البرنامج السياسي وآلية اتّخاذ القرار السياسي".
اتّهام باستخدام تقرير غولدستون كعذر لتأجيل المصالحة
من جهته، انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس، التي كانت طلبت يوم السبت الماضي (10 أكتوبر/تشرين الأوّل) من الوساطة المصرية إرجاء موعد التوقيع على اتفاقية المصالحة، والتي كانت مقرّرة في 25 من الشهر الجاري. ففي خطاب تلفزيوني وجّهه عباس إلى الشعب الفلسطيني من رام الله بالضفة الغربية، اتّهم حركة حماس باستخدام تقرير الأمم المتحدة حول الهجوم الإسرائيلي على غزة في الشتاء الماضي كعذر لتجنب التوقيع على الاتّفاق. وقال عباس: "نحن لا نأخذ شهادات الإيمان والوطنية من أحد، بخاصة من قبل حركة حماس التي رفضت وأدانت وشكّكت بالقاضي غولدستون وبتقريره". ولفت إلى أن قرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان "جاء بناء على توافق مختلف المجموعات في مجلس حقوق الإنسان". وأكّد أن السّلطة الفلسطينية رفضت "ضغوطات شرسة أرادت سحب القرار من مجلس حقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن الموقف الفلسطيني نابع من أنه "لا يريد إفراغ مشروع القرار من مضمونه لذلك تم التأجيل".
حماس تحمّل عباس مسؤولية سحب تقرير غولدستون
من جهته، رفض القيادي البارز في حركة حماس محمود الزّهار، مساء أمس تبريرات، الرّئيس الفلسطيني لطلب السلطة الفلسطينية سحب تقرير غولدستون. وقال الزّهار في تصريحات تلفزيونية إن "عباس يريد أن يتملّص من المسؤولية عن تأجيل التقرير"، محمّلا إيّاه المسؤولية الكاملة عن سحب التقرير. وأضاف: "عباس هو من عطّل التقرير بهدف إعطاء إسرائيل فرصة للهروب منه وتخفيف الحرج عنها ووقف ملاحقة كبار قادتها بتهم ارتكاب جرائم حرب". ورفض الزّهار أيضا حديث عباس عن "ضرورة الاحتكام إلى صندوق الاقتراع والانتخابات لإنهاء الأزمة الفلسطينية الدّاخلية".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي