حسم الحرب العالمية الثانية بين نورماندي وستالينغراد
٦ يونيو ٢٠١٤تعتبر معركة ستالينغراد ومعركة نورماندي من المعارك الفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية. فمعركة ستالينغراد التي بدأت بعد هجوم سلاح الجو الألماني على مدينة ستالينغراد الروسية في صيف سنة 1942، شهدت قتالا عنيفا واستثنائيا في تاريخ الحروب وعلى مدار شهور، إذ بلغت الخسائر البشرية في هذه المعركة التي امتدت إلى غاية الثاني من فبراير/ شباط 1943 مليوني قتيل. وتكمُن أهمية هذه المعركة إلى كون الجيش الألماني لم يحقق بعدها أي انتصار استراتيجي في الشرق، إذ نجح السوفيات عن طريق ما يعرف بالهجوم السوفياتي المضاد وتدمير الجيش السادس في إلحاق هزيمة نكراء بألمانيا النازية.
أما معركة نورماندي والتي تعد أكبر إنزال عسكري في التاريخ خلال يوم واحد، وذلك بهبوط 160 ألف مقاتل ومشاركة حوالي 200 ألف من السلاح البحري من قوات الحلفاء، كما امتدت عملية الإنزال على طول ثمانين كيلومترا على ساحل النورماندي الفرنسي. وتكمن أهمية هذه المعركة بكونها كانت بداية انتقال المعارك إلى الأراضي الألمانية.
وبالرغم من أهمية كلا المعركتين في التاريخ العسكري بشكل خاص والتاريخ الإنساني بشكل عام، إلا أن هناك اختلاف بين المؤرخين حول أي العملتين كان لها التأثير الأكبر في حسم الحرب العالمية الثانية. إذ يتبنى المؤرخون الغربيون التصور القائل أن إنزال نورماندي هو نقطة التحول الحاسمة، في حين يرى المؤرخون الروس أن معركة ستالينغراد كان لها التأثير الحاسم.
فلاديمير توروف قائد عسكري روسي شارك في معركة ستالينغراد يقول في حوار له مع قناة روسيا اليوم حول هذه المعركة:""هل يمكن مقارنتها بالمعارك الغربية من حيث قوة تأثيرها وشجاعة مقاتليها؟ كلا لا يمكن مقارنتها بأية معركة أخرى، فمنزل واحد في مدينة غير كبيرة، ظل صامدا لمدة 58 يوما، بينما احتاج هتلر إلى 44 يوما لاحتلال فرنسا بأكملها." ويتابع القائد العسكري الذي تجاوز التسعين من عمره بسنتين:" أنا لا أقلل من شان المعارك الأخرى، فالمعركة بالنسبة لكل جندي هي مجاورة للموت، لكن معركة ستالينغراد كانت بداية ربيع الانتصار الذي جاء في عام 1945."
وقد لعبت الطبيعة دورا إيجابيا لصالح الروس حيث أن البرد الشديد أنهك الجنود الألمان، إذ بعث جندي ألماني برسالة لذويه أوردت قناة روسيا اليوم مقاطع منها:" البرد شديد هنا، لقد بلغت درجة الحرارة 30 تحت الصفر، أرى حولي جثت القتلى والمتجمدين بالبرد، ومن كثرة الجثث نضع الواحدة فوق الأخرى لنصنع منها دروعا نحتمي بها."
لكن رولف ديتر مولر وهو أستاذ التاريخ العسكري في مركز البحث ببوتسدام الألمانية يعتبر أن "معركة نورماندي كانت أكثر تأثيرا من معركة ستالينغراد، إذ يقول في تصريح لموقع فرانكفورتر روندشاو الألماني:" لقد مُني الجيش الألماني بهزيمة في نورماندي أكبر من تلك التي مُني بها في ستالينغراد." ويتابع:" لطالما تم اعتبار أن موسكو وستالينغراد هما نقطة التحول في الحرب العالمية الثانية، لكن أتمنى أن يساهم إحياء ذكرى معركة النورماندي في توضيح ما يعني تاريخ السادس من يونيو/ حزيران بالنسبة لتحرير أوروبا وألمانيا."