حظر الموسيقى في الصومال ينذر بـ"طالبان جديدة" في المنطقة
١٤ أبريل ٢٠١٠توقفت جميع الإذاعات الصومالية عن بث الموسيقى والأغاني على موجاتها، باستثناء المحطة التي تمتلكها الحكومة، وذلك خوفا من التهديدات التي أصدرتها جماعات مسلحة معارضة، ففي الثالث من نيسان/ابريل حظر المتطرفون في الحزب الإسلامي، الذين يسيطرون على بعض أحياء العاصمة، بث الموسيقى عبر الإذاعات خلال مهلة عشرة أيام باعتبارها "شريرة".
وقال أحد مسؤولي المجموعة وهو الشيخ محمد إبراهيم لوكالة فرانس برس مبررا هذا الحظر بأنه "الإجراء المناسب للقضاء على الممارسات الشريرة لان الاستماع إلى الموسيقى والأغاني يحرمه الإسلام وعلى المخالف أن يتحمل النتائج".
وقد أذعنت الإذاعات الأربع عشرة الخاصة في مقديشو، أكانت في المناطق الخاضعة لسيطرة الإسلاميين أم القوات الحكومية، لهذا الأمر خوفا من إعمال انتقامية قد تطال العاملين لديها. وقال محمد إبراهيم، احد مسؤولي الاتحاد الوطني للصحافيين الصوماليين لفرانس برس "نشهد في هذا اليوم تكميم وسائل الإعلام المستقلة رسميا"، معتبرا أن هذه التدابير تشكل "انتهاكا صريحا لحرية التعبير"، و مبديا تخوفه من مستقبل وسائل الإعلام في الصومال في ظل الضغوط التي تمارسها الجماعات المتشددة.
على خطى طالبان
ويأتي إذعان الإذاعات المحلية الصومالية للتهديدات التي أطلقتها الجماعات المسلحة المعارضة قبل أيام من حضر حركة الشباب المجاهدين المتطرفة لمحطتي إعادة إرسال تابعتين لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وإذاعة صوت أمريكا بذريعة أنهما تدعمان حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف احمد. ورأى الصحفي والخبير في الشؤون الصومالية منصور هائل في حديث لدويتشه فيله أن هذه "الإجراءات التعسفية التي باتت تفرض على الساحة الإعلامية والاجتماعية في الصومال تدل على توسع نفوذ الحركات المتشددة في هذا البلد، بما يهدد مستقبل الحكومة الحالية".
وتسيطر حركة الشباب وحزب الإسلام على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال إلا أنهما لم يتمكنا من إسقاط الحكومة الصومالية الهشة التي تلقى دعما غربيا. ويصف الخبير منصور هائل الايدولوجيا التي تتبعها الجماعات الأصولية المسلحة في الصومال بأنها " قريبة جدا من سياسة طالبان في أفغانستان"، و يستدرك قائلا:"بل إنها أكثر تشددا في بعض الأحيان". ويضيف أن هذه "الجماعات استغلت الفقر والبطالة والجهل المنتشر في أوساط السكان لتوسيع سيطرتها على بعض المناطق". ففي الأشهر الأخيرة طبقت حركة الشباب المتطرفة "عقوبة الحد" على مواطنين صوماليين بتهمة الرقص والغناء، وعلى آخرين بتهمة حلق ذقونهم.
القاعدة تضاعف وجودها في الصومال
وتزداد حدة هذا التشدد، مع وجود مليشيات إسلامية أعربت مؤخر عن ولائها لتنظيم القاعدة، وكان حزب الإسلام والذي يعقد تحالف مع حركة الشباب في مقديشو، قد وجه دعوة لأسامة بن لادن للمجيء إلى الصومال، فيما ذكر مسؤول في الحكومة الصومالية أن ما لا يقل عن 12 عضوا بالقاعدة عبروا إلى الأراضي الصومالية قادمين من اليمن خلال الأسابيع الماضية، ناقلين أموالا وخبرة عسكرية للمتمردين الصوماليين الذي يقاتلون الحكومة المدعومة من الغرب.
في هذا السياق يقول الخبير في الشؤون الصومالية منصور هائل "إن تنظيم القاعدة يركز أكثر على وضع قدم له في ارض الصومال مع غياب الأمن في هذه المنطقة"، وقد ظهر اهتمام القاعدة بالصومال في الخطابات المنسوبة لزعيم التنظيم أسامة بن لادن والقائد العسكري في التنظيم أبو يحيى الليبي. ويضيف هائل أن تنظيم بن لادن "يبحث عن قاعدة خلفية له في إفريقيا"، مؤكدا "أن الوضع القبلي والعصبيات الموجود في الصومال باتت بيئة خصبة لنشاط عناصر القاعدة، بالإضافة إلى الفراغ السياسي الموجود منذ انهار نظام اللواء محمد سياد برى عام 1991".
وتخشى الدول الغربية من أن تتحول منطقة القرن الإفريقي إلى ملاذ للمتشددين الطامحين في تنفيذ هجمات إرهابية على مصالحها بالمنطقة، خاصة و أن أعالي بحار الصومال تعتبر الممر الرئيسي للسفن التجارية التي تأثرت حركتها مؤخرا بسبب القرصنة، كما تخشى هذه الدول من أن تتمكن القاعدة من تجنيد القراصنة الصوماليين للعمل لحسابها.
الكاتب : يوسف بوفيجلين
مراجعة: عبده جميل المخلافي