حلقة دراسية عن الإعلام والتغير المناخي بمشاركة دويتشه فيله
١٣ مايو ٢٠١٠نظمت دويتشه فيله والمعهد العالي للإعلام والاتصال/ ISIC يوم أمس (12 مايو/ أيار 2010) حلقة دراسية حول موضوع التغير المناخي والإعلام، وخلال اللقاء الذي عقد في العاصمة المغربية الرباط، تناول الحاضرون الإشكاليات المختلفة التي تحيط بالتغيرات المناخية وعلاقتها بالسياسة والاقتصاد والمجتمع ودور الإعلام في تناول هذا الموضوع.
يأتي هذا اليوم الدراسي في إطار الشراكة التي تربط المعهد العالي للإعلام والاتصال بدويتشه فيله، والتي تقضي بتنظيم ندوات ومحاضرات تتناول التكوين المستمر والبحث العلمي بهدف تبادل التجارب و إثراء الرصيد الثقافي والعلمي للطلبة الصحفيين. وبهذا الخصوص يقول عبد الرحيم السامي، مدير الدراسات بالمعهد العالي والاتصال: " اخترنا موضوع التغيرات المناخية لأنه يثير اهتمام الرأي العام الوطني والدولي، ولهذا نريد إبراز دور الإعلام فيما يتعلق بالتعريف والتوعية بها، وذلك للمشاركة في الحفاظ على البيئة".
"وسائل الإعلام تتناول التغيرات المناخية من زاوية واحدة"
وللاستفادة من رأي الخبراء في مجال البيئة والتعرف على الخطوات التي قام بها المغرب في هذا المجال، حضر اللقاء مدير مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية عبد الله مقسط الذي أغنى النقاش بعرض علمي دقيق للتغيرات المناخية، وأكد خلال عرضه أن السنوات الأخيرة عرفت ارتفاعا مهما في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وأن هذا التغير المناخي من شأنه أن يخلق أزمات وكوارث لم يستعد العالم لها بعد. وأوضح أيضا أن المغرب لم يسلم كذلك من هذه التغيرات المناخية، والأمطار الغزيرة والفياضات التي عرفتها مدن كثيرة خير دليل على ذلك حسب رأيه. ولهذا فهو يرى أنه من الضروري تطوير القدرة على المعرفة والبحث لدى العلماء والمختصين، وكذا تقوية التفاعل والتواصل عند الرأي العام والقطاعات السياسية والاقتصادية، كما ألح على ضرورة بلورة استراتجيات وبرامج استباقية. وفي الأخير لم يستثن الباحث دور الإعلام الذي اعتبره مهما وفعالا في هذا المجال.
وفي حديث عن المقاربة الإعلامية للتغيرات المناخية أوضح عبد الوهاب الرامي، أستاذ الصحافة المكتوبة بالمعهد، أن العلاقة بين البحث العلمي والصحافة منقطعة، وأرجع ذلك إلى التكوين الأدبي للصحفيين خاصة وأن علم المناخ هو مجال واسع ومن الصعب استيعاب المعلومات الدقيقة التي يكتنفها، وأضاف: " لا يوجد صحفيين مختصين في الموضوعات المناخية، كما أن التغطية الإعلامية لهذا الموضوع تكون مرتبطة بالأحداث السياسية فقط"، وأكد الرامي كذلك على أن الصحفي يجب أن يشارك بفعالية في القضايا التي تهم البيئة، وألا يكتفي بدور الملاحظ. وذكر الرامي ان وسائل الإعلام تتناول مشكل التغيرات المناخية من زاوية واحدة تجعل من الإنسان المسؤول الأول والوحيد عن هذه الكوارث الطبيعية. وأضاف أن قلة الوعي المعرفي الدقيق بالقضايا المناخية يجعل وسائل الإعلام تضخم الأحداث في بعض الأحيان وذلك لإثارة القارئ بجميع الطرق.
تبسيط المفاهيم العلمية أحسن طريقة لتناول التغيرات المناخية
تأثيرات التغيرات المناخية لم تستثن اليوم الدراسي كذلك، فسحابة الرماد البركانية حالت دون حضور إيرينا كفاي- كيرسكن المختصة بموضوع التغيرات المناخية والبيئية لدى دويتشه فيله - ومع ذلك فقد أكدت المختصة من خلال الكلمة التي ألقتها كريستين شوماخر، مسؤولة في قسم برامج التعاون الدولي في دويتشه فيله - أكدت على أن التغيرات المناخية هي الموضوع المحوري خلال هذا القرن، لأن الأمر قد يؤثر على بقاء الإنسان على سطح الأرض. كما أوضحت أن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فهي تملك سلطة التأثير والمساعدة على التغيير السلبي أو الإيجابي، إضافة إلى مسؤوليتها تجاه المجتمع. ولكنها أقرت كذلك أن الحديث المتواصل والمكثف حول هذا الموضوع في جميع وسائل الإعلام من شأنه أن يجعلها مملة في نظر الرأي العام، وأضافت " العصر الحالي يعرف منافسة شديدة فيما يتعلق بوسائل الإعلام المرئية والسمعية والمكتوبة، ما يمنح المتلقي حرية اختيار ما يريد من معلومات". ولهذا فقد شددت الصحافية المختصة على أهمية تعريف الجمهور بالموضوع دون المبالغة والتهويل، وكذلك تجنب التغاضي عن المواضيع العلمية الدقيقة والمؤكدة. وقبل ختام اليوم الدراسي استكمل النقاش بين المحاضرين والطلبة حول الطريقة المثالية والمبسطة لإيصال المعلومات التقنية والعلمية للمتلقي، وحول التحديات التي تواجه دول العالم الثالث في هذا المجال.
وللإشارة فالمعهد العالي للإعلام والاتصال من المنتظر أن يشهد ندوات ومحاضرات حول مواضيع أخرى بالتعاون مع دويتشه فيله، وسيتم اختيار المواضيع وتحديد أهميتها من طرف المؤسستين خلال الأسابيع المقبلة، وذلك في إطار التعاون الذي بدأ في مايو/ أيار 2009، وقد قامت المؤسستان العام الماضي بتنظيم مؤتمر إعلامي حول "وسائل الإعلام الأوروبية باللغة العربية".
الكاتبة: سارة زروال - الرباط
مراجعة: ابراهيم محمد