حملة اعتقالات واسعة في سوريا إثر "جمعة لا للحوار"
٩ يوليو ٢٠١١أكد بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له، اليوم السبت (09 يوليو/تموز) أن "السلطات الأمنية السورية اعتقلت خلال المظاهرات التي عمت الأراضي السورية يوم أمس الجمعة أكثر من 200 متظاهر في حمص ودمشق وريفها وبانياس وادلب".
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن من بين المعتقلين المخرج المسرحي أسامة غنم الذي اعتقل "لدى مشاركته بمظاهرة حي الميدان بدمشق ولا يزال مصيره مجهولا"، مشيرا إلى أن غنم يحمل شهادة دكتوراه من فرنسا في اختصاص المسرح الفرنسي المعاصر ويعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق أستاذا.
وأكد المرصد أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الأسد "أكثر من 12 ألف مواطن لا يزال آلاف منهم قيد الاعتقال". ولم يتسن التحقق من صحة معلومات المرصد من مصدر ثان. وشهدت تظاهرات يوم الجمعة في سوريا مقتل 14 مدنيا على الأقل برصاص قوات الأمن التي كانت تحاول تفريق التظاهرات المناهضة للنظام التي عمّت مدنا ومناطق عدة في البلاد، حسب تقارير وكالات الأنباء.
وفي سياق متصل، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أفادت اليوم ان جنودا وعناصر من قوات الأمن السورية أكدوا أنهم أرغموا على إطلاق النار على المتظاهرين العزل تحت طائلة التهديد بإعدامهم إذا رفضوا ذلك. واكدت المنظمة التي حصلت على شهادات 12 جنديا فارا لاجئين في لبنان وسوريا وتركيا ان "المنشقين (عن الجيش) يؤكدون ان من يرفض اطلاق النار على المتظاهرين قد يعرض نفسه الى القتل".
وافاد البيان ان "مسؤوليهم قالوا لهم انهم سيقاتلون متسللين سلفيين وارهابيين لكنهم فوجئوا بمتظاهرين عزل وتلقوا الامر باطلاق النار عليهم مرارا". وقالت ساره لياه ويتسون المسؤولة في فرع هيومن رايتس ووتش في الشرق الاوسط ان "شهادات اولئك المنشقين دليل على ان المتظاهرين القتلى لم يسقطوا عرضا بل نتيجة سياسة قمع اجرامية قررها كبار المسؤولين السوريين لتفريق المحتجين".
آشتون : "القمع يضر بصدقية نظام الأسد"
وفي سياق ذي صلة، رفضت الولايات المتحدة أمس الجمعة اتهامات سورية بأن السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد سعى لتحريض المحتجين في مدينة حماة خلال زيارته للمدينة وقالت إن مدنيين مسالمين يطالبون بالتغيير السياسي استقبلوا السفير بالزهور وأغصان الزيتون.
وصدر عن الاتحاد الأوروبي رد فعل جديد تجاه ما يجري في سوريا أمس الجمعة بتنديد وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون بأعمال العنف ضد المتظاهرين، واعتبرت آشتون أن القمع الممارس يضر بصدقية نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن "أي حوار لا يمكن ان يحصل في ظل الخوف والتهويل. على المعارضة أن تتمكن من لعب دور في هذا الحوار".
ومن جانبه استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرياس فوغ راسموسن أي تدخل لحلف الناتو في سورية مؤكدا بالقول: "ليست للناتو أي نية للتدخل في سوريا.. وبالمقارنة مع تطورات الأوضاع في ليبيا ، قال راسموسن:"هناك فرق واضح جدا لأننا نتحرك في ليبيا وفق تفويض من الأمم المتحدة ودعم قوي من دول المنطقة"، مضيفا ان "هذين الشرطين لا يتوفران في ما يتعلق بسورية". ولكن راسموسن ندد مجددا بقمع المحتجين السوريين من قبل أجهزة الأمن، كما أعرب عن اعتقاده أن "الحل الوحيد بالنسبة إلى سورية هو الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري"، كاجاء في تصرحيات له نقلها موقع روسيا اليوم الالكتروني.
(م.م/ أ ف ب / رويترز)
مراجعة: منصف السليمي