حيلة جينية لعلاج عضلة القلب لدى الفئران
١ ديسمبر ٢٠٠٨نجح علماء ألمان في علاج أحد أمراض ضعف عضلة القلب لدى الفئران، كان مستعصياً حتى الآن، باستخدام حيلة جينية. وتمكن فريق الأبحاث تحت إشراف البروفسور انجلهارت من مركز رودولف فيرشو الطبي وباحثو المستشفى الجامعي بمدينة فورتسبورج جنوب ألمانيا بإدخال جزيء وراثي منبه في قلب الفئران، ما مكن من علاج هذا المرض ومنع ظهور أي أثر للإصابة به، حسبما أفاد الباحثون في مجلة نيتشر البريطانية التي نشرت نتيجة الدراسة على موقعها الالكتروني يوم السبت الماضي.
وأشار الباحثون إلى إمكانية تطبيق هذه الأبحاث على الإنسان قائلين إن نفس الجزيء الجيني الذي يساهم في إصابة الفئران بهذا المرض متوفر لدى الإنسان أيضاً.
إيقاف عمل الحمض الريبي النووي
وقام الباحثون خلال هذه التجربة بإيقاف عمل حمض "مايكرو آر ان ايه" المعروف بالحمض الريبي النووي، وهو نسخة فعالة من الحمض النووي "دي.ان.ايه"، فوجدوا أن بعض الأجزاء الصغيرة من حمض آر.ان.ايه تلعب دورا جوهريا في إصابة الإنسان والفئران بضعف عضلة القلب. كما توصل الباحثون إلى أن جزءا منها يعرف تحت رمز "مايكرو آر 21" ينشط طريقا لخلايا قلبية وهو الطريق المؤدي إلى الخلل المعروف في الأنسجة المصابة التي تؤدي للإصابة بالمرض.
وأعطى الباحثون الفئران المصابة جزءا صناعيا من حمض آر.ان.إيه من أجل تحييد تأثير هذا الجزء من حمض مايكرو آر.ان.ايه، فوجدوا أن هذا الحمض له نفس تأثير الجزء المضاد لجزء مايكرو آر 21 حيث أوقف مفعولها الضار.
أمل كبير في إيجاد علاج للمرض لدى الإنسان قريباً
وأعلن انجلهارت أن فريق الأبحاث نجح في تطبيق هذا النموذج العلاجي على الحيوان كخطوة أولى قبل تطبيقه على الإنسان. وتوقع البروفيسور أن تؤدي هذه النتائج قريبا إلى إيجاد طريق لعلاج المرض لدى الإنسان. وقال في هذا الإطار إن التوصل لعقار لعلاج هذا المرض وتطبيق هذا العلاج لن يحتاج لفترات طويلة أو جهود كبيرة، إذ إن التركيبة الكيميائية للجزيء الصناعي الذي يمنع عمل جزء مايكرو آر ان ايه تركيبة سهلة نسبيا. كما أشار انجلهارت إلى وجود تعاون في الوقت الحالي بين فريقه العلمي وإحدى الشركات المعنية لتصنيع هذا العقار. يشار إلى أن ضعف عضلة القلب أحد أكثر أسباب الوفاة في الغرب.