خبراء: "داعش" يسحب البساط من تحت أقدام القاعدة
٢٧ أغسطس ٢٠١٤يرى خبراء إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أضحى يتقدم الحركة "الجهادية العالمية" ليحل مكان تنظيم القاعدة بفضل قوته العسكرية وتطرفه وإلمامه بوسائل الاتصال الحديثة. فباستيلائه على أراض على جانبي الحدود السورية العراقية وإعلانه ما يسمى بـ"الخلافة الإسلامية" بزعامة أبو بكر البغدادي حقق التنظيم الإرهابي نجاحا كان يحلم به أعضاء الحركة التي أسسها أسامة بن لادن.
وقال توماس هيغامر من المركز النرويجي للأبحاث الدفاعية "إن المقاتلين القدامى (في الجهاد العالمي) يعتبرون أنهم امضوا حياتهم يقاتلون القوى العظمى لكنهم امتنعوا عن إعلان خلافة واليوم يرون واصلين جددا يظهرون فجأة ويختطفون منهم الغلبة"، و"تتويجا لكل ذلك يطلب (تنظيم) "الدولة الإسلامية" من المقاتلين القدامى الطاعة لـ"خليفة" شاب وغامض.
وسمحت سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل بوضع اليد على غنيمة حرب تقدر بمئات ملايين الدولارات وعلى ترسانة تجهز جيش حديث. وهذا "النصر" احتفل به مقاتلو التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي، وامتنع قادة تنظيم القاعدة عن الترحيب به.
ويتوقع أن تغير "النجاحات" العسكرية لهذا التنظيم في العراق وسوريا، خريطة التنظيمات الجهادية. وفي هذا السياق قال جان بيار فيليو أستاذ العلوم السياسية لوكالة فرانس برس إن "زعيم الدولة الإسلامية يحقق الانتصارات العسكرية تلو الأخرى ويبدو أنه يرعب العالم أجمع، فيما يدمدم الظواهري الذي خلف بن لادن على رأس القاعدة في الفراغ ولم يعد يثير الاهتمام خارج دائرة تضيق أكثر فأكثر". وتابع "إن تنظيم القاعدة عاش كنموذج تاريخي وسيترك المكان للدولة الإسلامية".
الدولة تستغل الإعلام
وأدرك تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ بداياته أهمية الدعاية الإعلامية، فبث أعماله ونجاحاته وتهديداته ورؤيته للعالم بشكل أوسع من القاعدة. وفي حزيران/يونيو أطلقت على الانترنت حملة "مليار مسلم يدعمون الدولة الإسلامية"، كما ظهرت رايات التنظيم في صور وعلى جسر مركب يمر قرب برج الحرية الجديد ومشيّد في مكان مركز التجارة العالمية في نيويورك وأمام البيت الأبيض وفي أمستردام وبروكسل وأمام برج إيفل في باريس وفي الكولوسيوم بروما.
ويرى المراقبون أن هذا التنظيم استغل بشكل كبير وسائل الإعلام الحديثة وكان أكثر نشاطا على الإنترنت من تنظيم القاعدة.
ومع نجاحاته في ساحة المعركة اظهر أن له تأثيرا على العالم الحقيقي أيضا، كما يقول توماس هايغمر من المركز النرويجي، مضيفا إن "المجندين الجدد هم من الشبان الذكور والمتلهفين الذين ينجذبون إلى الجماعة التي تحقق نتائج".
بث الذعر
ويلجأ التنظيم عادة إلى بث صور مرعبة للفضائع التي يمارسها بحق المدنيين لبث الذعر حوله. وفي هذا الإطار جاء في تقرير للجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة ، صدر اليوم الأربعاء (27 أغسطس/ آب 2014)، إن التنظيم يقوم بإعدامات عامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة له، حتى أنه أصبح "مشهدا عاديا". ووفقا للتقرير يشجع الجهاديون ويرغمون أحيانا السكان على حضور الإعدامات بحسب المحققين. وغالبية الضحايا من الرجال لكن تم أيضا إعدام فتيان تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما وكذلك نساء. وتنفذ الإعدامات حسب اللجنة الأممية سواء بالأسلحة أو بقطع الرأس أو الجلد أو الرجم وتبقى جثثهم في أماكن عامة "مصلوبة" في بعض الأحيان لعدة أيام.
و.ب/ ع.ج.م (أ. ف. ب؛ د.ب.أ)