خبير ألماني: الوضع في الشرق الأوسط ينذر بالانفجار في أي لحظة
٢ أغسطس ٢٠١٠أعلنت مصادر طبية أردنية مقتل شخص وجرح خمسة آخرين في سقوط صاروخ على مدينة العقبة اليوم الاثنين. وقالت المصادر أن القتيل لقي حتفه متأثرا بجروح بليغة كان أصيب بها جراء سقوط صاروخ من نوع جراد صباح اليوم في الشارع العام المقابل لفندق الانتركونتيننتال في العقبة. وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن خمس قذائف صاروخية انفجرت في محيط مدينتي إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية. وأوضحت الإذاعة أن قذيفتين سقطتا في البحر الأحمر وواحدة في منطقة زراعية قرب إيلات واثنتين في الأراضي الأردنية. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن العملية. وفيما رجحت تقارير إسرائيلية أن تكون القذائف قد أطلقت من سيناء المصرية، استبعد الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز أن تكون أي جهات مصرية أو داخل الأراضي المصرية مسؤولة عن العملية. وعلل ذلك بأنه "من الصعب الحصول على الصواريخ من طراز "غراد"، التي تم إطلاقها على مدينتي العقبة وإيلات في مصر"، لافتا إلى أن السلطات المصرية تفرض حراسة مشددة على حدودها مع إسرائيل وقطاع غزة. وأوضح أن "مصر لا تريد التورط في مشاكل على الحدود" مع الجارة إسرائيل.
"الوضع خطير وتساهم في تصعيده عدة عوامل"
ويعتقد لودرز أن الاتهامات الإسرائيلية بوجود جماعات في مصر تهدد أمن إسرائيل، ربما يكون "ردا على انتقادات الحكومة المصرية في الفترة الأخيرة لسياسية إسرائيل في المنطقة." وفي الواقع نفت مصادر أمنية انطلاق أي صواريخ من داخل الأراضي المصرية. ويتوقع أن عملية إطلاق الصواريخ على العقبة لم تكن مقصودة وإنما كانت عن طريق الخطأ وأن الصواريخ كانت تستهدف الأراضي الإسرائيلية. ويرى لودرز أنه من المحتمل أن تكون جهات عربية أو أخرى إيرانية وراء عملية إطلاق الصواريخ على مدينتي العقبة الأردنية وإيلات الإسرائيلية، دون أن يحدد هوية هذه الجهات. وأضاف: "هناك ظروف معقدة في الشرق الأوسط، هناك العديد من الأطراف، التي لا تريد السلام في شرق المتوسط".
ويرى الخبير الألماني أن عملية إطلاق الصواريخ في هذه الفترة تحمل في طياتها رسالة مفادها "رفض استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل". ويلمح إلى حركة حماس، التي رفضت إطلاق محادثات سلام مباشرة، وقال بهذا الصدد: "هناك متطرفون سواء بدوافع ايجيولوجية أو دينية لا يؤمنون بأن المفاوضات قد تحل الأزمات العالقة في المنطقة".
وحذر الخبير الألماني من أن الوضع في الشرق الأوسط "بات على وشك الانفجار" خصوصا في حال تصاعد التوتر، مشيرا إلى أن إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية في السابق تبعه دائما رد إسرائيلي، وأن ذلك من شأنه تصعيد التوتر. كما أشار لودرز إلى عوامل أخرى "قد تزيد من الطين بلة"، تتمثل في "استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية" من جهة، والسياسة الإيرانية في المنطقة المتمثلة في دعم حركة حماس الرافضة لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل من جهة أخرى، هذه العوامل من شأنها أن تزيد من "خطورة الوضع، الذي قد ينفجر في أي لحظة في المنطقة"، على حد تعبير لودرز.
الكاتبة: شمس العياري
مراجعة: حسن زنيند