خبير ألماني: ينبغي الاستعداد لحرب وشيكة بين أمريكا وإيران!
١٤ يونيو ٢٠١٩تحمل الولايات المتحدة الأمريكية إيران مسؤولية هجومين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عمان يوم الخميس (13 حزيران/ يونيو 2019). وهذه ثاني حادثة مشابهة في غضون شهر، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة السواحل الإماراتية الشهر الماضي. ورغم اتهامات واشنطن لطهران، فإن إيران تنفي مسؤوليتها عن الحادثتين. وفي مقابلة مع DW حذر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبيرغ من حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وإيران.
DW: الولايات المتحدة تقول بوضوح إن إيران هي المسؤولة (عن الهجومين الذين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عمان). هل يقنعك ذلك؟
شتاينبيرغ: من الممارسات المعتادة لإيران أن تظهر للولايات المتحدة قدرتها على التدخل في تدفق النفط في الخليج ومضيق هرمز، لكن في نفس الوقت لا تهاجم بشكل مباشر. لكنني أعتقد بالفعل أن هناك علامات واضحة أن الإيرانيين مسؤولون (عن الهجومين).
- أسطول البحرية الأمريكية موجود حالياً في المنطقة. وفي ضوء التوترات الحادة بين إيران والولايات المتحدة، في أي اتجاه تسير الأمور برأيك؟
- لا أعرف حتى الآن. لأنه وبعد التصعيد الأخير الشهر الماضي كان الخوف من تصعيد عسكري كبيراً في كل مكان. لكن هذا التصعيد هدأ قليلاً، وذلك ببساطة لأن الرئيس الأمريكي ترامب قال إنه ليس مهتماً (بالتصعيد) بشكل شخصي. لكن من جانب آخر، فقد يكون مستشاراه بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي) وبولتون مهتمين بالتصعيد العسكري. لكنه (ترامب) ليس كذلك.
ولهذا السبب أعتقد أن الخطر ليس ملموساً كما كان قبل ستة أسابيع. لكنه مازال موجوداً. ولأن الحرس الثوري الإيراني يتحمل المسؤولية (عن الهجوم الأخير كما تقول أمريكا) ويقوم بالتصعيد بوضوح، فإن هذه الهجمات كانت أخطر بكثير من تلك التي حدثت قبل أسابيع. لماذا يفعلون ذلك؟ حسنًا. لأنهم يتعرضون لضغط أمريكي مستمر وعليهم أن يظهروا وفقًا لرؤيتهم وعقليتهم أنهم لن يستسلموا لهذا الضغط. إنهم أكثر العناصر تطرفاً في النخبة العسكرية الإيرانية، وهم يحاربون الإسرائيليين والسعوديين وقوات أخرى في المنطقة منذ حوالي 15 عامًا. وهم يريدون فقط إظهار أنهم هناك. وإذا كانت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تريد مهاجمتهم، فيمكنهم إيقاف تدفق النفط عبر مضيق هرمز! هذه هي الرسالة الواضحة لهذه الأحداث.
-ما مدى حساسية هذه المنطقة التي يمر بها ثلث النفط الخام في العالم؟
- حسناً، إنها ببساطة منطقة الطاقة في كوكبنا، حيث توجد بعض من أكبر منتجي النفط والغاز في الخليج، بما فيها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر كمصدر للغاز. ومضيق هرمز هو ممر ضيق جداً، ويمكن للإيرانيين إيقاف العديد من السفن التي تمر فيه عن طريق الألغام البحرية والطوربيدات الصغيرة وأشياء أخرى. ولهذا السبب فإن هذه الأحداث خطيرة جداً. وإذا استمرّ هذا الوضع، كما هو الحال منذ شهرين، سنرى تصعيداً عسكرياً قبل نهاية عهد ترامب.
- هل علينا الاستعداد لمواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة؟
- نعم ينبغي علينا ذلك. فقد يحدث أي شيء فجأة في خليج عمان أو الخليج أو مضيق هرمز. لكن هناك نقطة أخرى. فقد أعطى الإيرانيون الأوروبيين مهلة نهائية. وإذا لم يعطهم الأوروبيون أي فرصة لتحسين وضعهم الاقتصادي، فسيستأنفون تخصيب اليورانيوم بعد السابع من تموز/ يوليو. عندها لن تكون البحرية الأمريكية فقط في اللعبة، بل ستشارك القوات الجوية الإسرائيلية أيضاً.
أجرت المقابلة: ساره كيلي/م.ع.ح
* غيدو شتاينبيرغ هو خبير شؤون الشرق الأوسط والإرهاب من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين. من 2002 إلى 2005 كان مستشاراً لقضايا الإرهاب الدولي في المستشارية الألمانية.