1 Jahr Sarkozy : Was hat er gebracht?
٦ مايو ٢٠٠٨سادت توقعات واسعة عند انتخاب ساركوزى رئيسا لفرنسا في 6 أيار / مايو عام 2007 بأنه سينقل اقتصاد بلاده، الذي يفتقر للكفاءة ويعول بشدة على الدولة، نقلة نوعية مع بث القوة في المجتمع بما يدفع فرنسا إلى صدارة الدول الحديثة. وبعد مرور عام واحد ها هو ساركوزي يصارع من اجل الحفاظ على مصداقيته السياسية بعد أن سقط في مستنقع خزي لم تعرف له فرنسا مثيلا في تاريخها الحديث.
تدني خطير في شعبية ساركوزي
وحتى حلفاء ساركوزي يقرون بأنه بدد العام الأول من حكمه فيما لا طائل من ورائه. وعلى سبيل المثال ظهرت صحيفة لو فيجارو المحافظة بعنوان " من النصر إلى الرفض" في تعليق لها على مرور عام على وصول ساركوزى إلى سدة الحكم. وبحسب استطلاع رأى أجراه معهد فيافويس نشرته صحيفة ليبراسيون اليسارية فان نحو 6 من بين كل 10 شباب فرنسيين أعربوا عن اعتقادهم بان الفشل كان من نصيب العام الأول لحكم ساركوزي. وفي المقابل قال واحد فقط من كل خمسة من المشاركين في الاستطلاع انه كان عاما ناجحا.
وجاءت نتائج استطلاع رأى آخر أجراه معهد ايفوب فيديوكال ونشرت نتائجه مجلة باري ماتش الأسبوعية الموالية لساركوزي اشد قتامه، فقد أعرب 72 في المائة من المشاركين فيه عن عدم رضائهم عن أداء ساركوزي في الحكم. وتضع هذه النتائج ساركوزى في مصاف اقل الرؤساء الفرنسيين شعبية على الإطلاق في مثل هذه المرحلة من حكمه في فترة ما بعد الحرب. وفي نفس الاستطلاع وصف 17 في المائة فقط ساركوزي بأنه أفضل من الرؤساء السابقين ومنهم جاك شيراك الذي طالما استخدم ساركوزي فترة حكمه الباهتة للتدليل على أخطاء فرنسا وطبقتها الحاكمة.
مبالغة في الوعود وإسراف في تصديقها
وبحسب فرانسوا ميكيه مارتي مدير معهد فيافويس فان أهم أسباب تدنى شعبية ساركوزي يتمثل في "الفجوة بين الآمال التي أثارها خلال الحملة الانتخابية وما حققه بالفعل". ويقول ميكيه مارتي إن الفرنسيين فقدوا الإيمان بمؤسساتهم السياسية. وأضاف "لقد بالغ ساركوزي في الوعود فيما أسرف الفرنسيون في التصديق وكانت النتيجة خذلان جماعي". وأكثر ما يؤلم الفرنسيين، حسب وجهة نظره، هو ذلك التراجع المتواصل في قدرتهم على شراء مستلزماتهم حيث تواصل أسعار السلع ارتفاعها فيما تظل الأجور جامدة بشكل أو بآخر.
وفي مقابلة بثت على شاشات التليفزيون في مختلف أنحاء فرنسا في 24 نيسان / ابريل الماضي اعترف ساركوزي بارتكاب أخطاء، لكنه قال أيضا انه كان ضحية أحداث خارجة عن إرادته مثل أزمة القروض عالية المخاطر في الولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن الارتفاع الصاروخي في أسعار البترول. ومن غير المرجح أن يختفي هذان العاملان قريبا الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تعقيد جهود ساركوزي الرامية لاستعادة ثقة ناخبيه.
ووصل الحد بالفرنسيين إلى كراهية ساركوزى على المستوى الشخصي. ومن بين أسباب هذه الكراهية السلوك الذي أظهره في وسائل الإعلام حيال حياته الشخصية المضطربة التي شهدت طلاقه ثم زواجه من سيدة أخرى في غضون أربعة أشهر فقط هذا فضلا عن شخصيته المتغطرسة التي جعلته مكروها في الداخل كما أدت إلى نفور الكثير من حلفائه في الخارج منه.
دبلوماسية "دفتر الشيكات"
على صعيد السياسة الخارجية بدأ ساركوزي مسيرته بحماس واضح لتغيير خطوط الدبلوماسية الفرنسية التي كانت عليها باريس في عهد سلفه، فقد كان سيد الاليزيه الجديد يطمح إلى ترميم العلاقات مع واشنطن وتحريك مسار الاتحاد الأوروبي بعد أن أصابه الركود عقب فشل مسودة الدستور الموحد. لكن طريقة ساركوزي في إدارة السياسة الخارجية وحبه للظهور لم تعجب البعض من الأوروبيين، فقد حدثت خلافات مع الشركاء الأوربيين مثلا مع برلين، اقرب الأصدقاء لفرنسا، حول عدة موضوعات منها مشروع الاتحاد المتوسطي وحدود سلطات البنك المركزي الأوروبي.
ومن ابرز سمات دبلوماسية ساركوزي زياراته الخارجية المكوكية التي يلعب فيها دور مسؤول المبيعات للشركات الفرنسية التي جلب لها عقود بالمليارات في الصين وليبيا ودول الخليج العربي. في هذا السياق يتهم ساركوزي بالتخلي عن "دبلوماسية حقوق الإنسان" لصالح دبلوماسية "دفتر الشيكات".