دراسة: السماء تزداد ظلمة فوق كلّ القارات ماعدا القارة الأوروبية
١٤ مارس ٢٠٠٩أظهرت دراسة لباحثين أمريكيين نشرت يوم أمس الجمعة (13 مارس/آذار) في مجلّة "ساينس" Science للدّراسات العلمية المتخصّصة أن السماء قد ازدادت ظلمة خلال العقود الماضية فوق جميع أنحاء الكرة الأرضية زيادة طفيفة فيما عدا أوروبا التي ظلت سماؤها منيرة. وقال العلماء إن المسئول عن إظلام الأرض هو العوادم والجسيمات العالقة سواء كانت صلبة أم سائلة. وأضافوا أن هذه الجسيمات التي تُسمّى "إيروسولات" تنشأ من احتراق الكربون والزيوت والدهون حين تتّحد عوادمها مع الهواء.
الغازات السامة تتسبب في نشر الظلام
وقام فريق البحث بقيادة العالم الأمريكي كايسون وانغ من جامعة ميريلاند بولاية بلتيمور بتحليل المعلومات التي جمعها من جميع أنحاء العالم منذ عام 1973 وحتى عام 2007 والتي تتعلّق بتركيز "الإيروسولات" في الجوّ وظروف الرؤية عندما تكون السّماء صافية. ولاحظ العلماء أن مستوى الرؤية ينخفض في جنوب وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، في حين تزداد الرّؤية وضوحا في أوروبا منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي. وتتّفق هذه النتائج مع الملاحظات التي رصدت على مستوى العالم وتفيد بنقص كمية الأشعة التي تصل إلى الأرض من الشمس إجمالا إلاّ فوق القارة الأوروبية.
يُشار إلى أن "الإيروسولات" تتكوّن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت وغيرها من الغازات السامّة التي تسبّب فيها وسائل النقل وبعض القطاعات الصّناعية. وفي سياق متّصل يقول هانس يواخيم هومّل، خبير في كيفية الحفاظ على الهواء النقي في المكتب الاتحادي الألماني للبيئة، إن القوانين الأوروبية في مجال البيئة قد ساعدت على حدّ كبير في الحدّ من انبعاثات الغازات السامّة، كما لفت الخبير الألماني في شؤون البيئة إلى أن من أهم العوامل التي ساعدت على ذلك استعمال متزايد لمفلترات العوادم في الصناعة وفي السيارات، بالإضافة إلى اعتماد دول أوروبا الشرقية على مفاعلات لا تتسبب في إلحاق أضرار بالبيئة.