دراسة: بالرقص تتغلب على شيخوخة الدماغ
٢٨ أغسطس ٢٠١٧شعر أبيض مصحوب بتجاعيد في مختلف أنحاء الجسم، انقباض في عضلات الجسد، اصفرار الأسنان وفي أحيان كثيرة تساقطها، وانخفاض في قدرة الدماغ والذاكرة بشكل واضح. هذه ربما بعض علامات الشيخوخة، التي تظهر على جسم الإنسان في مرحلة عمرية متقدمة. لكن بعض الباحثين توصلوا إلى طريقة فريدة، يمكن من خلالها التغلب على شيخوخة الدماغ. فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن كبار السن الذين يمارسون الرقص على الخصوص، ويشاركون بشكل روتيني في ممارسة الرياضة البدنية، يمكن أن يعكسوا علامات الشيخوخة في الدماغ، حسب ما أشار إليه موقع " ميديكل اكسبرس" نقلا عن المجلة العلمية " فروننتيرز".
وقالت المشرفة على الدراسة التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي، من المركز الألماني للأمراض العصبية في ماغدبورغ بألمانيا، الدكتورة كاثرين ريهفيلد "إن ممارسة الرياضة لها تأثير مفيد في إبطاء أو حتى مواجهة الانخفاض في القدرات العقلية والبدنية المرتبطة بالعمر"، مضيفة أن ممارسة الرقص والتدرب على التحمل، يزيد من مساحة الدماغ الذي ينخفض مع التقدم في السن. بالإضافة إلى أن الرقص يؤدي إلى تغييرات سلوكية ملحوظة من حيث تحسين التوازن.
واعتمدت الدراسة على تجارب أجريت على متطوعين يبلغ متوسط أعمارهم 68 سنة، حيث تدربوا على الرقص والقدرة على التحمل لمدة تصل إلى 18 شهرا. وأظهرت النتائج زيادة في الحصين ( بنية تشريحية في الدماغ)، التي تنخفض قدرتها مع التقدم في العمر، وتتأثر بأمراض مثل الزهايمر، بالإضافة إلى أن الحصين تلعب دورا هاما في الذاكرة والتعلم والحفاظ على التوازن.
وفي نفس السياق، قال أحد المشاركين في الدراسة الدكتور، ريهفيلد "حاولنا أن نوفر لكبار السن مجموعة من الرقصات مع روتين متغير باستمرار وأنواع مختلفة ( موسيقي الجاز والرقص اللاتيني)، إذ تغيرت الخطوات وأنماط الذراع والتشكيلات والسرعة والإيقاعات كل أسبوع، لإبقائهم في عملية تعلم مستمرة" وأضاف: "وكان الجانب الأكثر تحديا بالنسبة لهم هو التذكير بالروتينات، تحت ضغط الوقت ودون أي تلميحات من المدرب".
وأكد الدكتور ريهفيلد أن العيش حياة مستقلة وصحية لأطول فترة ممكنة يتطلب ممارسة أنشطة بدنية، يمكن أن تحد من أخطار إصابة الجسم بالأمراض، مؤكدا "أعتقد أن الرقص أداة قوية لوضع تحديات جديدة للجسم والعقل، وخاصة في سن الشيخوخة".
ر.م/ه.د