دعوات لتحرك دولي لمنع عودة الحرب إلى السودان
٧ يناير ٢٠١٠إزاء التوتر السياسي الذي يشهده السودان في الفترة الأخيرة على مشارف الانتخابات النيابية التي ستجري بعد بضعة أشهر، وقبل سنة تقريبا من الاستفتاء على مصير جنوب السودان، حضَّت عشر منظمات إنسانية ألمانية ودولية المجتمع الدولي على التدخل سياسيا وتقديم المساعدات المختلفة إليه من أجل منع انزلاقه إلى حروب أهلية جديدة وضمان الشروط التي تم الاتفاق عليها قبل خمس سنوات تقريبا لإجراء استفتاء بين سكان الجنوب حول البقاء جزءا من السودان أو الانفصال عنه.
وكانت الحكومة السودانية توصلت عام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان بعد مسار عسير إلى اتفاق سلام برعاية دولية قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها ألمانيا أيضا يقضي بإجراء استفتاء بين سكان الجنوب عام 2011 لتحديد مصيرهم. وفيما أن دين الغالبية العظمى من سكان الشمال هو الإسلام فان دين أكثرية سكان الجنوب هو المسيحية. وسبق الاتفاق عقدان من الحروب والنزاعات المسلحة بين الحكومة المركزية في الخرطوم والحركة الشعبية أسفرت عن وقوع دمار كبير وخسائر بشرية أكبر تقدر بمليوني شخص إضافة إلى نزوح أربعة ملايين.
جدير بالذكر أن نحو 140 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قبائل متنازعة في جنوب السودان اندلعت خلال الأيام الماضية، كما قال اليوم الخميس مسؤولون محليون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية. وقالت ليز غراند مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة في جنوب السودان لفرانس برس إن "المصادر المحلية الميدانية تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 140 شخصا وإصابة 90 بجروح وسرقة 30 ألف رأس ماشية".
دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات تحضيرية للانتخابات
ويحظى الجنوب بحكم ذاتي، لكن أكثرية سكانه ترغب على ما يبدو في الانفصال وتكوين دولة مستقلة. وكاد اتفاق السلام أن يسقط أكثر من مرة بسبب الخلافات حول من سيستفيد من آبار النفط الموجودة على الحدود بين الشمال والجنوب. وقضى الاتفاق بأن تحصل الخرطوم على جزء من العائدات حتى ولو قرر الجنوبيون الاستقلال، لكن النسب المئوية غير متفق عليها بعد.
ويعاني السودان من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية طويلة الأمد مثل الفقر والأمية، والعنف المتنامي، والخلافات الاثنية والدينية. وقالت المنظمات الإنسانية مثل "أوكسفام" و "كاريتاس" إن عام 2009 "كان عام العنف لسكان الجنوب" مشيرة إلى مقتل 2500 شخص منهم وتهجير 350 ألفا. وأضافت أن أمن الناس في جنوب البلد مهدد أكثر فأكثر كل يوم دون نسيان الوضع المأساوي الكبير في منطقة دارفور حيث يعيش حاليا 2،3 مليون إنسان في مخيَّمات للاجئين.
وأعربت المنظمات الإنسانية عن خشيتها من اندلاع أعمال عنف جديدة في البلاد إذا لم يتخذ المجتمع الدولي التحضيرات الضرورية عشية الانتخابات النيابية التي ستجري بين 11و 18 نيسان (أبريل) المقبل بصورة حرة للمرة الأولى منذ 24 سنة ويواصل رعايته لاستفتاء الجنوب. وطالبت المنظمات في ندائها مجلس الأمن الدولي بأن يضع حماية المدنيين في السودان في أعلى سلَّم أولوياته. كما حضّت الدول المانحة على تخصيص مساعدات طويلة الأمد إلى سكان السودان على صعد الرعاية الصحية، والتعليم، وتأمين مياه الشفَّة، وتحسين البنى التحتية. وفيما يخص الجنوب أشارت إلى أن أكثر من نصف سكانه لا يحصل باستمرار على مياه نظيفة، ونسبة وفيات الأمهات عالية جدا، كما أن كل سابع طفل يتوفى قبل بلوغه السادسة من العمر.
الجدير بالذكر أن نحو 140 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قبائل متنازعة في جنوب السودان اندلعت خلال الأيام الماضية، كما قال اليوم الخميس مسؤولون محليون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية. وقالت ليز غراند مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة في جنوب السودان لفرانس برس إن "المصادر المحلية الميدانية تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 140 شخصا وإصابة 90 بجروح وسرقة 30 ألف رأس ماشية".
حزب الخضر يدعو لمؤتمر دولي لوضع إستراتيجية
#b#
وطالب حزب الخضر الألماني الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي حول السودان لكي يشكِّل ضمانة لتنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2005. وقالت المتحدثة باسم الكتلة النيابية للحزب في الشؤون الخارجية كيرستين موللر إن السودان "يقف حاليا على مفترق طرق يمكن أن يؤثر سلبا أو إيجابا على كامل المنطقة المحيطة به. وإذ أعربت عن اعتقادها بأن انفصال جنوب السودان عن شماله "أمر شبه محسوم في الاستفتاء المقبل" رأت أن على المجتمع الدولي التحرك الآن إذا أراد منع انهياره، وإلا ثمَّة خطر تحوّله إلى صومال آخر. ورأت أن على المؤتمر وضع إستراتيجية وخطة عمل تلزم الأحزاب والأطراف المتنافسة في السودان الابتعاد عن استخدام العنف.
وذكَّرت موللر التي كانت تشغل منصب وزيرة دولة في الحكومة الألمانية السابقة، حكومتها الحالية بأن ألمانيا هي إحدى الدول الضامنة لاتفاق السلام وشاركت كشاهد في حفل التوقيع عليه في كينيا من جانب الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية الراحل جون غرنغ.
(د ب أ/ كا إن أ/ إي بي دي)
مراجعة: طارق أنكاي