دير شبيغل: تحذيرات أمريكية من هجوم محتمل على البوندستاغ

أفادت مصادر إعلامية ألمانية أن السلطات الألمانية تكون قد إستندت في إجراءاتها الأمنية المشددة، إلى تحذيرات وصلتها من واشنطن وتحديدا من مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي)، بشأن عمليات إرهابية وشيكة في ألمانيا. وقد ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم السبت (20 نوفمبر/ تشرين الثاني) أن سبب رفع وزارة الداخلية الألمانية لحالة التأهب الأمني الأسبوع الحالي هو معلومات شبه مؤكدة عن احتمال تنفيذ إرهابيين لهجوم على مقر البرلمان الألماني (البوندستاغ) الذي يعد، فضلا عن رمزيته السياسية، من أهم المعالم التاريخية في العاصمة برلين.

وتتواصل حالة التأهب الأمني في معظم أنحاء ألمانيا، وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير قد أكد أمس الجمعة، أن الاجراءات الأمنية المعتمدة حاليا ستتواصل وتغطي فنرة أعياد الميلاد. وحسب مجلة "فوكوس" الألمانية فإن وزير الداخلية الألماني أخبر نظرائه على مستوى الولايات أول أمس الخميس خلال مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا على المستوى الاتحادي والولايات، بأن برلين وهامبورغ وميونيخ ومنطقة راين ماين ومنطقة كولونيا/بون من أكثر المناطق المهددة في ألمانيا بالتعرض لهجمات.

تحالف إرهابي لاستهداف ألمانيا

وحسب مجلة"دير شبيغل" التي استندت إلى مصادر في مكتب مكافحة الجريمة الألماني، أن تنظيمياً هندياً شيعياً يدعى "سيف" قد تحالف مؤخراً مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وأن التنظيمين يخططان لهجوم بأسلحة نارية يشمل احتجاز رهائن. وتنبع المعلومات، بحسب "دير شبيغل"، من اعترافات أدلى بها أحد الجهاديين الذين تركوا تنظيم القاعدة. ويعتقد أن هذه المعلومات هي التي دفعت بوزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، إلى التحذير من احتمال تنفيذ هجمات إرهابية في البلاد.

ويضيف التقرير أن "الجهادي" سالف الذكر قام بالاتصال عدة مرات بمكتب مكافحة الجريمة الألماني، وحذره من قيام خلية كوماندو إرهابية تتألف من ستة أشخاص بتنفيذ هجمات في ألمانيا، وأن عضوين في هذه الخلية قد وصلوا إلى برلين قبل حوالي ثمانية أسابيع وما زالوا مختفين هناك. ولا يزال الأربعة الباقون وهم: ألماني وتركي وشمال افريقي، ورابع لم تحدد هويته بعدُ، في انتظار اللحاق بشركائهم في برلين.

وكان وزير الداخلية الألماني قد استند في تحذيراته أيضاً إلى معلومات زودها به مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي)، الذي بعث برسالة إلى مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا تحذر من مخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا، وأن تنظيم القاعدة وحليفه الهندي قد أرسل بالفعل شخصين، حصلا على تأشيرة "شينغن" تؤهلهما لدخول ألمانيا، وأنهما سيصلان إلى الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين المقبل(22 نوفمبر/ تشرين الثاني) للحصول على وثائق جديدة واستكمال رحلتهما.

وحسب المصادر الأمريكية فإن شخصاً يدعى "مشتاق ألطاف بن خضري" هو من ينسق هذه العملية، وأن المسؤول عن تزويد المهاجمين بالسلاح وتهريبهم إلى ألمانيا هو تاجر سلاح يسمى داود إبراهيم، الذي يعتقد بكونه أحد العقول المدبرة وراء هجمات مومباي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008. وتصنف الأمم المتحدة داود إبراهيم على أنه داعم للإرهاب.

سلسلة من الإنذارات الكاذبة

وفي سياق متصل ذكرت مجلة "دير شبيغل" في تقريرها أن وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) ونظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى هيئة حماية الدستور في ألمانيا، تشكك في صحة هذه المعلومات، لكن أفراد من وحدة النخبة الألمانية لمكافحة الإرهاب (جي إس جي 9) يراقبون عدة منازل في ولايتي هيسن وشمال الراين وستفاليا الألمانيتين، للاشتباه باستخدامهما كمخابئ للإرهابيين.

وتأتي هذه الأنباء في أعقاب سلسلة من الإنذارات الكاذبة عن قنابل في طريقها إلى ألمانيا. وكان الإنذار الأول قد أطلق في مطار ويندهوك في ناميبيا الأربعاء الماضي، بعد العثور على حقيبة تحتوي على "قنبلة زائفة" في طريقها إلى ألمانيا. وتبين بعد الفحص أن الحقيبة من صنع شركة أمريكية، وتستخدم لاختبار الثغرات الأمنية في المطارات.

وأغلقت السلطات الأمنية الألمانية مساء الجمعة مطار روستوك شمال البلاد، بعد أن عثر فحص لحقيبة جهاز كمبيوتر محمول على آثار مادة مشبوهة. وأضافت السلطات أن الأجهزة اكتشفت آثاراً لمادة "تي جي إم 3" التي يصنفها الاتحاد الأوروبي كمادة إضافية في صنع المتفجرات، لكنها تستخدم أيضاً في طلاء الأظافر ومثبتات الشعر. وبعد فحص الحقيبة بشكل متكرر بالأشعة وعرضها على كلاب متخصصة في الكشف عن المتفجرات، تبين خطأ الإنذار، وأن الرواسب تعود لمثبت للشعر.

(ي.أ / دويتشه فيله، د ب أ)

مراجعة: منصف السليمي