ذهول وإدانة في برلين إثر مقتل جنود ألمان في أفغانستان
١٩ مايو ٢٠٠٧أعرب مسؤولون ألمان رفيعو المستوى عن ذهولهم من مقتل جنود ألمان اليوم في أفغانستان. ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم الذي وقع اليوم في مدينة قندوس الأفغانية الشمالية وأودى بحياة ثلاثة جنود ألمان وأربعة مدنيين أفغان، وصفته بأنه "جريمة غادرة." كما أعربت المستشارة الألمانية عن تعازيها الحارة لذوي الضحايا، سواء الألمان منهم أو الأفغان، قائلة إن هدف الاعتداء هو "تدمير الإنجازات الرامية إلى استقرار أفغانستان وإعادة إعماره." في الوقت ذاته، أكدت ميركل أن المجموعة الدولية "مصرة على مواصلة تقديم المساعدة للمواطنين الأفغان."
أما رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك فقد أعرب هو الآخر عن ذهوله وتعازيه الحارة لذوي الجنود الألمان والمدنيين الأفغان. من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير على أهمية وجود الجنود الألمان في أفغانستان، قائلا إن الاعتداء "أثبت أنه لا يمكن التحدث عن أماكن آمنة في أفغانستان،" وإن مهام الجنود الألمان في المناطق الشمالية الأفغانية "تقتصر على تقديم المساعدة للمواطنين الأفغان وعلى المساهمة في إعادة إعمار البلاد."
وزير الدفاع يعزي ذوي الضحايا
وفي بيان أصدره وزير الدفاع الألماني فرانس يوزيف يونج صباح اليوم، أعرب الوزيرعن مواساته وعزائه الحار لذوي الضحايا قائلا:"تلقيت ببالغ الذهول والتأثر نبأ تعرض جنودنا ومدنيين أفغان في قندز لاعتداءات جبانة". كما أضاف يونج في البيان نفسه:"أتوجه لأهالي الجنود بتعاطفي الشديد معهم في هذه الساعة". وقطع يونج رحلته الخاصة عائدا إلى العاصمة الألمانية إثر سماعه خبر تعرض الجنود الألمان في أفغانستان لاعتداءات انتحارية.
وقالت الشرطة الأفغانية إن ثلاثة من الجنود الألمان قتلوا وأصيب آخران بينما قتل أربعة مدنيين أفغان وأصيب 14 آخرون عندما فجر انتحاري صديرته الناسفة في إقليم قندز الواقع في شمال أفغانستان. وصرح الجنرال نور محمد عمر خيل مدير الأمن الإقليمي لشرطة مدينة قندز إن هجوما وقع في مدنية قندز اليوم السبت، عندما كان الجنود يتسوقون في سوق شيفيروشي. كما أضاف قال عمر خيل: "قتل ثلاثة جنود ألمان وأصيب آخران كما قتل أربعة من أصحاب المتاجر الأفغان وأصيب 14 آخرون عندما فجر الانتحاري نفسه في سوق شيفيروشي اليوم في الساعة 10.15 صباحا". ووصف عمر خيل حالة سبعة من المصابين الأفغان بأنها حالة خطيرة.
الهجوم الأعنف ضد القوات الألمانية
وفي الإطار نفسه قال متحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية /إيساف/ طلب عدم الكشف عن اسمه: "علمنا بوقوع انفجار في إقليم قندز وأن هناك إصابات بين صفوف العاملين في قوة إيساف". ويعد هذا الهجوم الأعنف ضد القوات الألمانية في أفغانستان منذ شهر حزيران/يونيو 2003 عندما قتل أربعة جنود ألمان وأصيب 29 آخرون.
ومن جانبها أعلنت حركة طالبان عن مسئوليتها عن اعتداءات اليوم. وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني إن "أحد المجاهدين الأبطال" هاجم دورية من الجنود الألمان في مدينة قندز. وأضاف الموقع أن منفذ الاعتداء كان من إقليم قندز وأن الاعتداء أسفر عن مقتل 11 جنديا ألمانيا.
وبعيدا عن هجوم اليوم، قتل 18 جنديا ألمانيا في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان في أواخر عام 2001 في أعمال عدائية بينما قتل ثمانية آخرون في حوادث غير قتالية. وينتشر حوالي 3 آلاف جندي ألماني في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي /ناتو/ في أفغانستان، ويتركز غالبيتهم في الأقاليم الشمالية.