ردا على محاكمته - ترامب يقيل سفيرا وضابطا شهدا ضده
٨ فبراير ٢٠٢٠في رد فعل سريع على مساءلته أمام مجلس الشيوخ، أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة (الثامن من شباط/ فبراير 2020)، سفيراً وضابطاً في الجيش أدليا بشهادتين اعتبرتا أساسيتين في بناء القرار الاتّهامي ضدّه. وبعد ساعات على طرد اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان من البيت الأبيض حيث كان يعمل مستشارا في مجلس الأمن القومي، بحسب ما أعلن محاميه، أقال ترامب السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوربي غوردون سوندلاند أيضا، بحسب ما أعلن الأخير.
ونقلت وسائل إعلام عدة، بينها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن سوندلاند قوله في بيان "لقد أُبلغت اليوم بأنّ الرئيس يعتزم استدعائي في الحال من منصب سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي". وأتى بيان السفير بعيد إعلان ديفيد بريسمان، محامي اللفتنانت كولونيل في الجيش الأميركي الكسندر فيندمان، أنّ موكّله طرد من عمله في البيت الأبيض.
وسارع خصوم ترامب الديموقراطيون إلى التنديد بإقالة هذين المسؤولين، معتبرين أنّهما ضحيّة "إجراءات انتقامية" من جانب الرئيس. وكتب النائب مارك ديسولنييه في تغريدة على تويتر أنّ "السفير سوندلاند واللفتنانت كولونيل ألكساندر فيندمان هما موظفان عموميان شجاعان وبطلان ووطنيان". وأضاف "انتقام ترامب منهما لقولهما الحقيقة هو عمل جدير بالطغاة والمجرمين وليس برئيس أكبر ديموقراطية في العالم". وأتى بيان سوندلاند بعيد إعلان المحامي ديفيد بريسمان أنّ موكّله ألكسندر "فيندمان طُلب منه المغادرة لقوله الحقيقة".
بدوره قال السناتور رون وايدن إنّ إقالة هذين المسؤولين الدبلوماسي والعسكري "هي فعل إساءة استخدام للسلطة جديد من جانب الرئيس".
وكان ترامب أبلغ قبل ذلك بساعات الصحافيين أنّه يريد رحيل فيندمان. وقال "لست راضياً عنه". وأضاف "أتعتقدون أنه من المفترض أن أكون راضياً عنه"، متابعاً "لست كذلك".
وفيندمان الذي شغل منصب مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي كان حاضراً خلال المكالمة الهاتفية التي جرت في 25 تموز/ يوليو 2019 وطلب خلالها ترامب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق في أوكرانيا بحق منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن.
ويعتبر الديمقراطيون أنّ هذه المكالمة كانت جزءاً من مؤامرة لإجبار حليف أجنبي على المساعدة في التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وقال فيندمان المولود في أوكرانيا والذي استدعاه الكونغرس للإدلاء بشهادته حول هذه القضية إنّ سلوك ترامب كان "غير لائق". وأضاف "من غير اللائق لرئيس الولايات المتحدة أن يطالب حكومة أجنبية بالتحقيق مع مواطن أميركي وخصم سياسي".
وساعدت تلك الشهادة في بناء القضية لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ من أجل عزله وأصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ البلاد يخضع لهذا الإجراء.
وقال بريسمان إنّ موكله "تمّت مرافقته إلى خارج البيت الأبيض الذي خدم فيه بلده ورئيسه بإخلاص".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ يفغيني، الشقيق التوأم لألكسندر فيدمان، وهو أيضاً ضابط برتبة لفتاننت كولونيل، طرد في نفس الوقت من عمله كمحام في مجلس الأمن القومي. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت "نحن لا نعلّق على أمور تتعلّق بموظفينا".
وفي وقت لاحق دافع ترامب عن قراره بإقالة فيندمان، وقال في سلسلة من التغريدات اللاذعة على "تويتر": أنا لا أعرفه ، ولم أتحدث إليه أبدًا ، ولم أقابله ( أنا لا
أصدق !) ، لكنه كان متمردًا للغاية ، لقد أبلغ عن محتويات مكالماتي"المثالية "بشكل غير صحيح، وكتب رئيسه تقريرا مفزعا عنه ... الرجل المسؤول بصورة مباشرة عن متابعة عمله والذي صرح علانية بأن فيندمان كانت لديه مشاكل في اتخاذ القرارات الصحيحة، وفي الالتزام بالتسلسل القيادى وفى تسريب المعلومات. وبعبارة أخرى ، " إلى الخارج "
م.م/ ع.ج/ع.ج.م (أ ف ب)