رفيق شامي يحصل على جائزة نيلي زاكس الألمانية
١١ ديسمبر ٢٠٠٧هو بلا شك واحد من أنجح الكتّاب في ألمانيا، إذ بيعت من أعماله ملايين النسخ، وترجمت رواياته التي يكتبها بالألمانية إلى ما يزيد عن عشرين لغة. أما الجوائز التي حصل عليها فتُقدر بالعشرات، آخرها الجائزة التي حصل عليها يوم الأحد 9 الماضي ديسمبر/ كانون الأول من مدينة دورتموند الألمانية "تقديراً لجهوده في مجال التفاهم بين الشعوب وإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". رفيق شامي "وسيط مرح بين العوالم"، هكذا وصفته لجنة التحكيم في حيثيات منح الجائزة، وأضافت أن "رواياته ومقالاته تفيض بالصور المعبرة والخيال الأخاذ". وبأعماله استطاع الكاتب أن يشيد "جسراً بين الشرق والغرب".
من الكيمياء إلى الأدب
ولد رفيق شامي عام في دمشق عام 1946، ثم هاجر إلى ألمانيا عام 1971، حيث درس الكيمياء. وبعد أن حصل على درجة الدكتوراه عام 1979، هجر شامي الكيمياء وتفرغ للأدب. وقد ارتكزت شهرة شامي على حكاياته الشعبية الخيالية التي تخاطب الصغار والكبار معاً، مازجاً فيها سحر حكايات الشرق وألف ليلة وليلة بالواقع الألماني. هذه السمات كانت بالتأكيد من أسباب نجاح شامي في ألمانيا وأوروبا، إلى جانب لغته المفعمة بالصور والتشبيهات العربية غير مألوفة لدى القارئ الألماني.
يوتوبيا الشرق المتخيل
بحكاياته وقصصه استطاع شامي أن يثير لدى الألمان الحنين إلى يوتوبيا الشرق المتخيل. ومن أشهر أعمال رواية شامي "كف مليئة بالنجوم" و"حكواتي الليل" و"الكاذب الأمين". ومن آخر ما كتبه شامي روايته الضخمة "الجانب المظلم من الحب"، فأحداثها تمتد على مدى 900 صفحة. عن هذه الرواية يقول شامي في لقاء مع دويتشه فيله:
"الجانب المظلم من الحب" ثمرة ثلاثين عاماً من العمل. إنها مشروعي السري. لقد ألفت كتبا كثيرة، صغيرة وكبيرة – ولكن هذا المشروع ظل يشغلني. وأعتقد أن كل كاتب لديه عمل هو الأحب إلى قلبه، عمل يخفيه عن الناس ويعمل عليه في الليالي التي يشعر فيها أنه أنجز على نحو كاف، فيقول لنفسه: والآن تنجز العمل الذي تحبه!"
الجدير بالذكر فإن قيمة جائزة مدينة دورتموند تبلغ 15 ألف يورو، وهي تحمل اسم الشاعرة الألمانية الكبيرة نيلي زاكس، ومن الذين حصلوا عليها إلياس كانيتي وكريستا فولف.
سمير جريس