ركوب الدراجات رياضة ممتعة ووسيلة انتقال صديقة للبيئة
١٠ أبريل ٢٠٠٧مع عودة الطقس الربيعي إلى ألمانيا، اجتمعت مجموعة من هواة ركوب الدرجات المنتمين لنادي الدراجات الألماني ليستمتعوا بوقتهم في حضن الطبيعة الخلابة. فالألمان بشكل عام يعشقون رياضة ركوب الدراجات، وحسب تقديرات نادي الدراجات تعد هذه الرياضة الهواية المفضلة لأكثر من نصف الألمان. وعما يشجعها لممارسة هذه الرياضة تقول إحدى هؤلاء الهواة: "أنا أعشق ركوب الدراجات لأنه يسمح لي بأن أستمتع بالطبيعة وفي الوقت نفسه أن أمارس الرياضة، باستخدام وسيلة لا تكلفني شيئاً".
وكما يجتمع أفراد العائلة في عطلة نهاية الأسبوع لقضاء نزهة جماعية على دراجاتهم، يلتقي أيضاً الأصدقاء الذين تجمعهم هذه الهواية المشتركة ليمارسوها معاً. فالبعد الجماعي لتلك الرياضة يعطيها مذاقاً خاصاً، وهو ما دفع نحو 2500 شخص للانضمام للنادي الألماني للدراجات الذي يعد الأكبر من نوعه في ألمانيا. وفي هذا الإطار يقول أحد الهواة: "ركوب الدراجة ممتع في كل الأوقات وأنا أمارسه بشكل دائم، ولكنه أكثر متعة عندما يجتمع عدد من الهواة لممارسة هذه الرياضة بشكل جماعي".
"السفر بالدراجة أكثر متعة "
وبينما يكتفي البعض بالسباقات القصيرة أو بالقيام بنزهة ممتعة بالدراجة، لا يتردد البعض الآخر من القيام برحلات طويلة مستغلين الفرصة لمشاهدة الكثير في الطريق. ومن بين هؤلاء جابريلا هايكس واحدة من أعضاء نادي الدراجات: "لقد قمت من قبل بعدد من الرحلات الطويلة بالدراجة، وذهبت مثلاً إلى انجلترا مع 20 شخص آخر. وذهبت أيضاً مرة إلى رومانيا وعدة مرات إلى التشيك. وهذه الرحلات تعد فرصة للتعرف على البلاد وعلى سكانها بشكل مختلف تماماً، حيث يمكنني مشاهدة الكثير في الطريق والاستمتاع بالطبيعة بشكل أكبر".
وبالإضافة إلى الرحلات الترفيهية تقوم هايكس بكل مشاويرها باستخدام الدراجة. وهي ليست الوحيدة في ذلك، فكثير من الألمان يستخدمون الدراجة أيضاً كوسيلة مواصلات يومية. ويبلغ طول الطرق الممهدة للدراجات في ألمانيا نحو 17 ألف كيلومتراً، وفي مدينة بون وحدها وصل طول هذه الطرق الممهدة للدراجات إلى 250 كيلومتراً.
وسيلة انتقال سريعة وصديقة للبيئة
وبعد أن كانت مدينة بون تعطي الأولوية في تخطيط الطرق للسيارات، أصبح المسؤولون يسعون إلى تشجيع السكان على الاعتماد على الدراجات بشكل أكبر كوسيلة مواصلات رئيسية، لتجنب الزحام من ناحية والتلوث من ناحية أخرى. وفي هذا الإطار يؤكد ريموند برودل، مخطط الطرق في بون قائلاً: "من المهم أن نشجع الناس أكثر على الاعتماد على دراجاتهم، فهو أمر مفيد للصحة ويعطي مستخدميه الشعور بالمتعة وكذلك فهو مهم لحماية البيئة. ويجب أن يدرك الجميع أن هذه الرياضة ليست فقط للأطفال أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، بل يمكن للشخص الاعتماد عليها أيضاً للذهاب إلى العمل، أو لإكمال مشترياته".
وتوافقه الرأي ريجينا يانسن، المسؤولة عن الدراجات في مدينة بون والتي تضيف: "ليس تمهيد الطرق هو الدافع الوحيد الذي يشجع السكان على ركوب الدراجات. لكن وجود أشخاص يعتبرون مثلاً يقتدى بها يشجع الكثيرين أيضا. وهنا في بون، لدينا العديد من الأشخاص المشاهير الذين يعتمدون على الدراجة في تحركاتهم اليومية. هناك مثلاً رئيس الشرطة الذي يستخدم الدراجة بشكل منتظم وأيضا ًالكثير من السياسيين. فقيادة الدراجات هنا في المدينة ليست مقتصرة على الطلبة".
رافائيل كرامر (س.ك)