روسيا تشلّ شبكة الطاقة الأوكرانية وزيلينسكي يخاطب مجلس الأمن
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢دمّرت ضربات روسية في مختلف أنحاء أوكرانيا الأربعاء (23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022) شبكة الكهرباء المتضررة بالأساس وخلّفت العديد من القتلى وتسببت بفصل ثلاث محطات للطاقة النووية عن الشبكة ما أدّى إلى انقطاع "هائل" للتيار الكهربائي في مولدافيا المجاورة.
وتُرك نظام الطاقة الأوكراني في حالة يرثى لها، وانقطع التيار الكهربائي عن الملايين بعد أسابيع من القصف الروسي. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الأولوية لأوكرانيا هذا الشتاء ستكون "النجاة".
وأعلن سلاح الجو الأوكراني الأربعاء أن روسيا أطلقت نحو 70 صاروخًا عابرًا على أوكرانيا أسقط 51 منها.
زيلينسكي لمجلس الأمن: جريمة ضد الإنسانية
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة "إن قتل مدنيين وتدمير منشآت مدنية تعد أفعالا إرهابية. تواصل أوكرانيا المطالبة برد حازم من المجتمع الدولي على هذه الجرائم".
وتوجه زيلينسكي إلى المجتمعين بشكل طارئ في مجلس الأمن عبر الفيديو، خلال الاجتماع الطارئ الذي طلبته كييف وبدأ عند الرابعة من بعد ظهر الأربعاء بتوقيت نيويورك (21,00 بتوقيت غرينتش)، قائلا إن القصف الروسي لشبكة الكهرباء الأوكرانية "جريمة ضدّ الإنسانية".
وقال زيلينسكي "عندما تكون درجة الحرارة تحت الصفر، وعشرات الملايين من الناس بدون إمدادات للطاقة، وبدون تدفئة، وبدون ماء، فهذه جريمة واضحة ضدّ الإنسانية".
ودعا الرئيس الأوكراني إلى إدانة أخرى لموسكو أمام مجلس الأمن الدولي. وطالب زيلينسكي عبر الفيديو من اللجنة في نيويورك بأنه يجب وصف روسيا بوضوح بأنها دولة إرهابية.
كما دعا أيضا إلى مزيد من دعم الدفاع الجوي وطالب بفرقة خبراء تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الأضرار.
وفي وقت سابق، أدانت بشدة مفوضة الأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، الهجمات على البنية التحتية الحيوية. وقالت إن مثل هذه الهجمات محظورة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان ويجب محاسبة المسؤولين عنها في حالة انتهاكها.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذه الضربات الأخيرة ردًّا على اعتماد البرلمان الأوروبي الأربعاء قرارًا يصف روسيا بأنها "دولة راعية للإرهاب" على خلفية هجومها على أوكرانيا ودعوته دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه. وقال كوليبا "نظرًا لعدم قدرتها على الفوز في معركة عادلة مع الجيش الأوكراني، تشن روسيا حربًا إرهابية جبانة ضد المدنيين"، داعيًا داعمي كييف الغربيين إلى توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لكييف.
وفاقمت الضربات الأربعاء الضغط على شبكة الكهرباء الأوكرانية، وتعطّلت إمدادات الطاقة في المناطق الجنوبية والشرقية، وانقطع التيار الكهربائي والمياه عن العاصمة كييف.
وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تلغرام "قُتل ثلاثة أشخاص نتيجة للضربات الصاروخية اليوم على العاصمة. من بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا"، مشيرًا إلى إصابة 11 شخصًا من السكان.
شولتس: بوتين لم يعد قادرا على كسب الحرب في ساحة القتال
ومن جانبه، أدان المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة تعمد روسيا قصف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وفي أعقاب لقاء مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس، قال شولتس في برلين مساء اليوم الأربعاء، إن "هذا القصف الإرهابي ضد السكان المدنيين يجب أن يتوقف وعلى الفور".
وأضاف السياسي الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُظْهِر مرة أخرى مدى سلوكه غير المبالي وغير الرحيم في هذه الحرب، "ويبدو واضحا للغاية أنها حرب لم يعد بمقدوره أن يكسبها في ساحة القتال". وطالب شولتس بوتين بسحب قواته من أوكرانيا والموافقة على إجراء محادثات سلام مع كييف.
وفي سياق الحرب في أوكرانيا، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك اليوم الأربعاء إنه طلب من ألمانيا إرسال قاذفات صواريخ باتريوت معروضة على بولندا إلى أوكرانيا. وأضاف على تويتر "بعد مزيد من الهجمات الصاروخية الروسية، طلبت من ألمانيا نقل بطاريات باتريوت معروضة على بولندا إلى أوكرانيا ونشرها على حدودها الغربية".
وقالت بولندا يوم الاثنين إنها ستقترح نشر قاذفات صواريخ باتريوت إضافية قرب حدودها مع أوكرانيا، في أعقاب عرض من ألمانيا.
حلفاء بوتين يدعون لاتفاق سلام ينهي الحرب
ومن جهته، دعا الرئيس الكازاخي قاسم غومارات توكاييف إلى التوصل لاتفاق سلام من أجل إنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا. وجاءت دعوة توكاييف خلال قمة معنية بالدفاع لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. وقال توكاييف: "فيما يتعلق بأوكرانيا، أعتقد أن الوقت قد حان لبحث جماعي عن مقترح سلمي. جميع الحروب تنتهي بمحادثات سلام".
يذكر أن توكاييف، الذي أعيد انتخابه لتوه في منصبه، لديه تحالف وثيق إجمالا مع موسكو، إلا أنه ألمح سابقا إلى انتقاد حرب روسيا على أوكرانيا.
ودعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أيضا إلى التوصل لاتفاق سلام، لكنه قال إن داعمي أوكرانيا في الغرب يمنعونها عن التوجه إلى طاولة المفاوضات.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)