روف كيل 6000: تقنية حديثة لاسكتشاف أعماق البحار
٢٥ يونيو ٢٠٠٨بعد أن أصبحنا اليوم نعلم الكثير عن تربة سطح القمر أكثر ما نعرفه عن نظيرتها في أعماق المحيطات، قرر باحثون من مدينة كيل الساحلية الألمانية تغيير هذا الواقع. لقد قاموا بتصميمهم غواصة غير مأهولة متطورة، تم عرضها مطلع الأسبوع الجاري في مرفأ كيل، أطلق عليها اسم "روف كيل 6000" تستطيع الوصول إلى عمق 6000 متر تحت سطح البحر.
وقد زود العلماء روف كيل 6000 بتقنيات وأنظمة تعد الأحدث من نوعها في عالم الغواصات لتكون قادرة على الغوص في هذه الأعماق السحيقة، إذ يربط الصندوق المعدني الأصفر (الغواصة روف كيل) أسلاك كهربائية موصولة بسفينة الأبحاث التي تنزله بواسطة رافعة إلى المياه. ويتم التحكم بالغواصة من قمرة القيادة بواسطة مقبض التحكم وشاشة أُعدت خصيصاً لهذا الغرض، علما أن التحكم في الغواصة أمر صعب خاصة، لاسيما خلال إنزالها إلى قاع البحر أو إخراجه منه. فعلى كلاوس هينتس الذي يقوم بهذا العمل التركيز وتوخي الحذر خشية أن ترتطم الغواصة البالغة من الوزن حوالي 3.5 طناً بالأرض أو تصطدم بهيكل السفينة عند إخراجها من مياه البحر.
تقنيات رائدة
وجاءت الاختبارات الأولية للغواصة مذهلة للغاية حسبما ذكره كولين ديفاي مدير المشروع من معهد لايبنيتس. لقد أظهرت روف كيل قدرتها على الصمود أمام الضغط المائي الهائل، إذ غالباً ما تنفجر أنابيب الزيت في الغواصات عند بلوغها عمق 3 آلاف متر وهو الأمر الذي تتفوق به روف كيل عن أمثالها. بالإضافة إلى ذلك باستطاعة الغواصة التقاط صور دقيقة للباحثين، فهي مجهزة بمصابيح إنارة و20 آلة تصوير مثبتة على سطحها وواحدة في غاية الدقة مثبتة في أسفلها. كما قام الباحثون بتزويد الغواصة بذراعين آليين لأخذ عينات من قاع البحر.
بكتيريا ذات قيمة دوائية
ويعلق علماء البحار آمالاً عريضة على ما يمكن أن تقدمه روف كيل، التي وصلت تكلفة بنائها نحو 5 ملايين يورو، من معلومات قيمة. فمن المهام المرسومة لهذه الغواصة استكشاف الحياة الحيوانية والنباتية في أعماق المحيطات وتنوعها. وطبقا لما أفاده بيتر هيرتسيغ مدير معهد لايبنيتس لعلوم البحار فإن "الهدف الأساسي هو دراسة الفلذات المعدنية المدفونة في المحيطين الهادي والأطلسي". وفي الإطار ذاته قال هيرتسيغ: "لقد مهدت لنا سفن الأبحاث الطريق بإجرائها بحوثاً أولية، والآن سنجلب عينات من أماكن حددناها سابقاً. ومن المحتمل أن تكون المياه الإقليمية في بابوا غينيا الجديدة (جنوب غرب المحيط الهادي) أول موقع نقوم بدراسته". وتجد الإشارة إلى أن التربة هناك تتميز باحتوائها على فلزات معادن ثمينة كالذهب والفضة والنحاس التي تحتوي بدورها على بكتيريا قد تساعد في الصناعات الدوائية، كما أشار هيرتسيغ.