٢٩ يونيو ٢٠١٣
ولدت الصحافية الألمانية من أصول مغربية زينب المسرار في "هانوفر" وأسست مجلة نسائية كما أصدرت كتاباً حول النساء المسلمات في ألمانيا. تعتبر من بين الوجوه النسائية الألمانية من أصول مهاجرة التي تسلط الضوء على مشاكل المهاجرين وتدافع عن حقوقهم، خصوصا النساء.
أنت مؤسسة ومديرة مجلة " الغزالة" التي تصدر باللغة الألمانية وتعتني بقضايا المرأة المهاجرة. حدثينا عن السياق الذي ظهر فيه هذا المشروع المتميز.
وُلدت فكرة إنشاء المجلة عام 2003، بعد أن لاحظت غياب مجلات نسائية جادة وذات توجه ثقافي، فني وسياسي. وتطلب الأمر ثلاث سنوات حتى تحقق الحلم. وأود أن أشير إلى أن إصدار مجلة في الوقت الحالي صعب جدا.
كنت عضوا في مجموعة العمل " الإعلام والاندماج" التي تأسست على هامش مؤتمر الهجرة في ألمانيا. هل تغيرت صورة المهاجر في الإعلام الألماني منذ ذلك الوقت؟
نعم، لقد أصبحت التقارير الإعلامية حول المهاجرين في الإعلام الألماني تراعي العديد من الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد. كما أن التوعية بأهمية زيادة عدد الصحفيين من أصول أجنبية في وسائل الإعلام الألمانية لا تزال مستمرة. كما أن الصور النمطية حول المهاجرين لا تزال حاضرة في الإعلام الألماني، والمسألة تتطلب مزيداً من الوقت لتتغير الأمور.
قبل ثلاث سنوات صدر كتابك " الفتيات المسلمات: من نحن وكيف نعيش". كيف تعيش الفتيات المسلمات في ألمانيا الآن؟
حياتهن متعددة الأوجه وواقعهن له عدة أشكال سواء في المجال الديني أو غيره. للأسف فحالات العنف تجاه النساء والضغط الممارس عليهن لا يزال موجودا، لكنه عنف لا يستمد شرعيته من الدين دائما، بل من الأنساق الفكرية والبنى العائلية القديمة التي نجدها أيضا في العديد من العائلات غير المسلمة في دول أخرى. في ألمانيا يعتقد الكثيرون أن العنف الموجه للمرأة يكون مصدر الرجل، والحال أن هذا العنف يصدر من الأمهات والعمات اللواتي يعاملن بناتهن أو قريباتهن معاملة سيئة.
يحتفل مغاربة ألمانيا بمرور خمسين سنة على هجرتهم إلى ألمانيا. ما هي إسهامات المرأة في هذا المجال؟
النساء ساهمن كثيرا إلى جانب الرجال والعديد منهن استقدمن أزواجهن وليس العكس.
ما هي علاقتك بالمغرب؟
علاقة عائلية بامتياز.
هل أنت على استعداد لمساعدة المغرب في التنمية الثقافية والاجتماعية؟
نعم بالطبع، لكن الأمر يتوقف على المغرب أيضا. أقصد يجب أن تأتي مبادرات من المسؤولين المغاربة.
هل المغاربة مندمجون بشكل جيد في المجتمع الألماني؟
نعم، خصوصاً الجيلان الثاني والثالث. صحيح أن أغلب آبائهم أميون، إلا أنهم قاموا بالشيء الكثير ليحظى أولادهم بتعليم جيد.
الألمان لا يعرفون الكثير عن الأدب والثقافة المغربيين. هل تقاعس مغاربة ألمانيا في التعريف بثقافة وأدب بلدهم؟
الصور النمطية المتداولة حول المغرب والتي تختزله في طقسه الجميل وأكلاته الشهية، لكن الأجيال الأولى لم تكن مهتمةً بالثقافة ولا الأدب بل بالعيش فقط، والمسؤولية ملقاة الآن على الأجيال الجديدة التي لها ظروف أحسن.
هناك من يرى أن الأجيال الجديدة من المهاجرين تعيش أزمة هوية. ما رأيك؟
لا أعتقد ذلك، فهويته تتشكل منذ فترة مبكرة ويتعلمون العيش في عالم متعدد الثقافات.
ماذا عن مشاريعك الحالية؟
أستعد رفقة فريق عمل مجلة الغزالة لإصدار عدد جديد كما أنني منشغلة أيضا بكتاب جديد سيرى النور مستقبلاً.
أجرى الحوار عبد الرحمان عمار