زين الدين زيدان يقود فرنسا إلى نهائي بطولة العالم
٦ يوليو ٢٠٠٦عندما دخل الفريقان البرتغالي والفرنسي أرض الملعب، تبادل نجما الفريقين البرتغالي لويس فيغو ( 33 سنة ) والفرنسي زين الدين زيدان ( 34 سنة ) نظرات حادة وصارمة وكأنهما لا يعرفان بعضهما، علماً أنهما لعبا طويلاً في صفوف فريق واحد، ألا وهو فريق ريال مدريد الإسباني. لكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ألوان الوطن، تنتهي الصداقة على المستطيل الأخضر ولو لتسعين دقيقة أو ربما لـ 120 دقيقة.
بعدما أعلنت صافرة الحكم بداية اللقاء الذي أقيم على أرض ملعب "أليانس أرينا" في ميونيخ، فاجأ البرتغاليون بقيادة فيغو وديكو الجمهور بأدء هجومي قوي. فبعد مرور 4 دقائق فقط على بداية المباراة فشل ديكو في قهر الحارس الفرنسي بارتيس من تسديدة قوية نفذها من مسافة 18 متراً. وبعد 5 دقائق سدد لاعب خط الوسط مانيش قذيفة صاروخية علت المرمى الفرنسي بسنتمترات قليلة. وواصل البرتغاليون سيطرتهم على المباراة حتى الدقيقة الـ 15 حيث كان للفرنسيين كلمة أخرى.
زين الدين زيدان محور الفريق الفرنسي
كالعادة اعتمد الفرنسيون في أدائهم على صانع ألعابهم ونجمهم الكبير زين الدين زيدان الذي واصل تقديم عروضه القوية والجميلة التي قدمها أمام الإسبان والبرازيليين من قبل، حتى ولو لم يكُن أداءه في مباراة اليوم بنفس القوة والروعة. كان زيدان محور الفريق وأخذ يسيطر على خط الوسط ويقود فريقه ويُمرر الكرات إلى ريبيري ومالادو والمهاجم تيري أويري الذي سقط في الدقيقة الـ 32 في منطقة الجزاء البرتغالية بعد أن عرقله المدافع البرتغالي كارفالهو ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء للفرنسيين.
ومثل هذه الفُرصة الثمينة لا يُضيعها بالطبع زين الدين زيدان الذي انبرى لركلة الجزاء مُحرزاً الهدف الذهبي لفرنسا من تسديدة قوية ومتقنة سكنت الزاوية اليسرى للمرمى البرتغالي. غير أن ذلك لم يُثن البرتغاليين عن مواصلة هجماتهم على المرمى الفرنسي، على الرغم من الصدمة التي أصابتهم جراء الهدف الفرنسي. وقبل دقائق قليلة من نهاية الشوط الأول أتيحت فُرصة جيدة لوصيف بطل أوروبا، لكن الكرة التي سددها باوليتا مرت بجانب القائم الفرنسي لتهز الشباك الفرنسية من الخارج. وهكذا انتهى الشوط الأول بتقدم الفرنسيين بهدف للا شيء.
أداء ضعيف لفيغو وديكو
وبعد الاستراحة عاد بطل العالم عام 1998 الفريق الفرنسي بقوة، لكنه أضاع فُرصتين جيدتين لحسم المباراة بشكل مبكر حين فشل المهاجم تيري أويري في قهر حارس المرمى البرتغالي ريكاردو في الدقيقة الـ 48. وبعد ثواني قليلة تألق الحارس البرتغالي مرة أخرى بتصديه لكرة صاروخية أطلقها ريبيري. وعلى الرغم من محاولات البرتغاليين المتكررة الإمساك بزمام الأمور، إلا أن الفريق الفرنسي ظل مسيطراً على المباراة وظل خط دفاعه الرباعي القوي صامداً أمام الهجوم البرتغالي الذي لم يُشكل خطورة على مرمى الحارس الفرنسي بارتيس إلا ما ندر.
ففي الدقيقة الـ 77 حاول لويس فيغو هز شباك المرمى الفرنسي من تسديدة قوية من مسافة 14 متراً، لكن الحارس بارتيس نجح في التصدي لها. بالتأكيد يعود أحد أسباب هزيمة الفريق البرتغالي إلى الأداء الضعيف لصانعي ألعابه فيغو وديكو اللذين لم يُقدما المستوى المعهود منهما اليوم. وربما تم ذلك بفضل الأداء القوي للمدافعين الفرنسيين، بخاصة فييرا وماكاليلي. على الجانب البرتغالي برز بشكل ملحوظ النجم الشاب كريستيانو رونالدو، لكنه هو الآخر لم ينجح في اختراق الدفاع الفرنسي الحصين بشكل مؤثر وحاسم. وفي الوقت بدل الضائع أضاع ميرا آخر فُرصة لتعديل النتيجة للبرتغال، لكن كرته مرت بجانب المرمى الفرنسي.
وهكذا انتهى اللقاء بفوز غير لامع للفرنسيين، لكنه مستحق بفضل الأداء القوي لخط الدفاع. أما زين الدين زيدان فتراجع مستواه بعض الشيء في الربع الأخير من المباراة، لكن الأداء القوي لخطي الدفاع والوسط كان كافياً للحفاظ على التقدم حتى صافرة النهاية. بذلك يواجه زيدان وزملاؤه في نهائي البطولة يوم الأحد القادم الفريق الإيطالي الذي تأهل أمس على حساب المنتخب الألماني المضيف. أما فيغو وزملاؤه فعليهم مواجهة المنتخب الألماني يوم السبت القادم في لقاء تحديد المركز الثالث. وقبل مغادرة الفريقين لأرض الملعب اقترب نجما الفريقين فيغو وزيدان من بعضهما وتعانقا قبل أن يتبادلا قميصيهما تعبيراً عن الصداقة التي تربطهما منذ سنوات.
علاء الدين موسى