سجال إماراتي -إيراني عقب هجوم الأهواز
٢٣ سبتمبر ٢٠١٨قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر "التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي". وأضاف "موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها".
واحتجت طهران رسميا اليوم الأحد (23 سبتمبر/ أيلول 2018) لدى الإمارات العربية المتحدة على "تصريحات مهينة" أدلى بها على ما يبدو مسؤول إماراتي بشأن الاعتداء الذي وقع في الأهواز السبت، كما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية شبه الرسمية (ايسنا).
ونقلت الوكالة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الوزارة استدعت القائم بالأعمال الإماراتي في طهران لإبلاغه "باحتجاج حازم على التصريحات غير المسؤولة والمهينة التي أدلى بها مستشار" للحكومة الإماراتية. ولم توضح طهران اسم المسؤول الإماراتي ولا أين أدلى بتصريحاته.
وحذرت طهران القائم بالأعمال الإماراتي من أن "الحكومة الإماراتية ستتحمل مسؤولية (...) أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون" بها.
وأفادت حصيلة رسمية أن 29 شخصا قتلوا في الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان، عندما فتحت مجموعة مسلحة من أربعة رجال النار صباح السبت على حشد كان يحضر عرضا عسكريا في اليوم الوطني للقوات المسلحة. وتحيي إيران في هذا اليوم ذكرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988).
وترجح طهران فرضية تورط الانفصاليين العرب في الهجوم، لكنها اتهمت أيضا دولة "صغيرة" في الخليج بالوقوف وراء هذا العمل "الإرهابي". ويشكل العرب غالبية سكان خوزستان.
وكان هجوم الأهواز موضوع العناوين الرئيسية للصحف الإيرانية الأحد. وقد نشر عدد منها صور جنود يحملون أطفالا سقطوا برصاص المسلحين الأربعة الذين قتلوا. وشددت صحف عدة في عناوينها على "وحدة" الأمة الإيرانية في مواجهة هذا الاعتداء. وقال التلفزيون الحكومي إن تشييع الضحايا سيتم الاثنين.
طهران تحتج لدى دول أوروبية
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ليل السبت الأحد أنها استدعت سفيري الدنمارك وهولندا والقائم بالأعمال البريطاني لإبلاغهم "احتجاج إيران الشديد على إيواء دولهم لبعض أعضاء المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي" في الأهواز.
وكانت قناة "إيران انترناشونال" الفضائية بثت السبت إعلان تبنٍ باسم "الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية".
لكن هذه المجموعة الانفصالية التي تطالب "بحق تقرير المصير والحرية والاستقلال"، نفت في بيان على موقعها الالكتروني أي تورط في الهجوم، واتهمت سلطات طهران بالسعي إلى شغل الناس عن الدعم الذي تقدمه إلى "ميليشيات في المنطقة".
وقالت إن "السلطات الإيرانية الإرهابية (تقف) خلف عملية الهجوم على الاستعراض العسكري في الأحواز لتبرئة نفسها من الإرهاب وتمويل الإرهابيين من دواعش وميليشيات في الاقليم والعالم ولتتباكى أمام الرأي العالمي من الوضع الحساس الراهن".
وتجاهلت إيران هذا النفي. وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني أنه "من غير المقبول السماح لمتحدث باسم (هذه المجموعة الانفصالية) تبني هذا العمل الإرهابي عبر محطة تلفزيونية مقرها لندن".
كما طلبت إيران من الدنمارك وهولندا تسليمها أعضاء هذه المجموعة متهمة البلدين باستقبالهم على أراضيهما.
وقال وزير الخارجية الدنماركي اندرس سامويلسن لشبكة التلفزيون الدنماركية "إذا ثبتت أي علاقات مع الدنمارك فسيكون لذلك عواقب بالتأكيد".
أما وزارة الخارجية الهولندية فقد ذكرت لفرانس برس أنها "استمعت إلى رواية إيران وقدمت تعازيها بعد الاعتداء".
م.أ.م/ف.ي ( رويترز، أ ف ب)