سحر جبال الألب .. زيارة لموطن "هايدي"
تعد جبال الألب في سويسرا من المناطق الطبيعية الأجمل في العالم. إذ كتبت عن الجبال الكثير من الروايات والكتب، قد تكون أشهرها رواية هايدي التي تحولت إلى مسلسل رسوم متحركة.
يمكن للمرء الهروب من حياة المدن وصخبها وتلوثها والعيش في جبال الألب الشهيرة بمراعيها الخضراء المليئة بزهور الأقحوان. على الرغم من رواية هايدي في جبال الألب خيالية، إلا أن شهرة الرواية جعلت السويسريين يطلقون اسم "هايدي ألب" على جبل "أوكسينبيرغ" بالقرب من منطقة ماينفيلد.
وفي منطقة "هايدي ألب" يوجد بالطبع منزل هايدي. ويمكن للسياح زيارته ومعرفة كيف يعيش سكان كانتون غراوبوندن. رواية هايدي كتبها السويسرية يوهانا شبيري عام 1880، وعشقها اليابانيون وصنعوا منها مسلسل رسوم متحركة للأطفال في عام 1974. لذلك يزور السياح من اليابان منزل هايدي بشغف.
بالإضافة إلى السياحة، تعد الزراعة أحد أهم مصادر الدخل للسكان في جبال الألب في سويسرا، وهو ما يشكل في الكثير من الأحيان عبئا ثقيلا على السكان، بسبب الطرق الوعرة والوديان التي تزيد من صعوبة الوصول إليها، وكذلك تقاسم الطرق في الصيف بين المتجولين مشيا والرعاة وقطعان الماشية. الصورة في منطقة فالس.
في جبال غراوبوندن يعد الماعز مصدرا مهما لتوريد اللحوم والحليب للسكان، وخاصة أن الماعز يمكنه العيش بكل سهولة في الجبال ومع المرتفعات. الأمر الذي يعود بنا إلى رواية هايدي التي كانت تعشق الماعز "غايسينبيتر" وتتقاسم معه حياتها.
بينما كان العالم الخيالي الذي تعيش فيه هايدي في الرواية وجهة لا يتمكن الناس من الوصول إليها، إلا أن الرحالة كانوا قد اكتشفوا جبال الألب موطن هايدي منذ القرن التاسع عشر، ويفضل الكثير منهم البقاء في الألب في فنادق فخمة، كفندق سيلس (الظاهر في يمين الصورة) الذي يشرف على بحيرة سيلفابلانر، وليس في أكواخ بسيطة كما كانت تعيش هايدي.
ومنذ افتتاح فندق سيلس في منتصف القرن التاسع عشر تطورت مدينة سانت موريتس لتصبح واحدة من أشهر المنتجعات الصحية ومركزا للرياضة الشتوية في سويسرا. وصارت المدينة مقصدا للسياح الأثرياء.
في الشتاء تتحول جبال الألب إلى مقصد جذاب للسياح، وخاصة مع وجود الكثير من القمم الجبلية التي يبلغ ارتفاعها أكثر من أربعة آلاف متر، بالإضافة إلى سحر الطبيعة والجبال الرائعة. وعلى سبيل المثال رحلات التزلج على منحدرات شتريلاكيته بالقرب من دافوس التي تلاقي رواجا كبيرا. الكاتب: أندرياس كيرشهوف/ زمن البدري.