سقف جديد لكنيسة المهد في بيت لحم
٢٤ ديسمبر ٢٠١٣يصف مارشيلو بياتشيني كنيسة المهد بـ "السيدة العجوز" في الوقت الذي يتفحص فيه بإعجاب شديد قطعة من سقف الكنيسة التي ظلت ثابتة في مكانها لمئات الأعوام. الكنيسة هي الآن موقع العمل الجديد للمعماري الإيطالي بياتشيني وفريق عمله الإيطالي الفلسطيني. ويقول بياتشيني الذي فازت شركته بمشروع تجديد الكنيسة: "تحمل هذه الكنيسة أهمية كبيرة للكثير من الناس، ربما كانت الأهم على الإطلاق لذا يحزن المرء كثيرا عندما يراها في هذه الحالة السيئة".
تبدو آثار السنين بوضوح على الكنيسة التي يتسرب ماء المطر عبر سقفها غير المحكم كما أتت الرطوبة على القطع الثمينة على جدرانها. كانت اليونيسكو قد أدرجت كنيسة المهد في عام 2012 على لائحة التراث العالمي محذرة في الوقت نفسه من الحالة السيئة للمبنى وحاجته الملحة للترميم. وتسببت الخلافات بين الطوائف الثلاثة التي تدير الكنيسة في تأخير أعمال الترميم لفترة طويلة إلا أنه تم أخيرا حل الخلافات لتبدأ أعمال الترميم في أيلول/سبتمبر الماضي. ويقول زياد البندك ، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس:"لم تشهد الكنيسة عمليات تجديد شاملة منذ سنوات طويلة ، على الأقل منذ مطلع القرن..يجب أن نضع في الاعتبار أن عمر الكنيسة يزيد على 1700 سنة كما أنها شهدت العديد من الحروب والزلازل والظروف الجوية الصعبة".
المرحلة الأولى للترميم
تقدر تكلفة عملية الترميم بحوالي 15 مليون يورو من المقرر أن تتم على عدة مراحل.ولم يتم حتى الآن سوى تدبير تكلفة المرحلة الأولى فقط من عمليات الترميم. تتحمل السلطة الفلسطينية نحو نصف التكلفة مع بعض الرعاة كما تساهم بعض الدول مثل روسيا واليونان والفاتيكان والمجر وفرنسا في التكاليف. وأخيرا وبعد خلافات طويلة وافقت الطوائف الثلاثة بالكنيسة على المشروع كما يقول الأب إبراهيم فلتس ، راعي كنيسة المهد:"كنيسة المهد هي الأقدم والأجمل في العالم..نحمد الله أن عمليات الترميم بدأت أخيرا".
في الوقت الذي يقف فيه الزوار في طوابير طويلة أمام الكنيسة العريقة ، يعمل بياتشيني وفريقه بشكل متواصل حتى في فترات الليل بهدف عدم إزعاج زوار الكنيسة. قرر بياتشيني استبدال بعض الألواح الخشبية في الكنيسة التي يتجاوز عمرها 600 سنة وقال إنه عثر في إيطاليا على أنواع من الخشب لها نفس الخصائص لاستخدامها في الكنيسة. ثبت لبياتشيني خلال العمل أن الكنيسة لم تحصل خلال العقود الأخيرة على الحماية الكافية الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا أمام فريق عمله. ويقول الإيطالي الشاب ، الذي تعمل أسرته منذ فترة طويلة في ترميم الكنائس:"أتمنى أن يولي العالم المزيد من الاهتمام لهذه السيدة العجوز حتى نضمن بقائها لفترة أطول".