سقوط جدار برلين - من التقسيم إلى الوحدة
٨ فبراير ٢٠١١إنه واحد من أهم أحداث القرن الماضي: فمن خلال الضغوط السلمية والشجاعة للمواطنين في ألمانيا الشرقية سقط جدار برلين في ليلة التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 بشكل مفاجئ. ووحدت الفرحة الطاغية قلوب الآلاف عند المعابر الحدودية وعند بوابة براندنبورغ. لأكثر من 28 عاما فصل الجدار سيء السمعة بين العائلات والأصدقاء والأحباب.
بدأ تقسيم ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية عام 1945. قسمت دول الحلفاء الممثلة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورسيا ألمانيا المهزومة إلى أربعة قطاعات. لم تتمكن القوى المنتصرة من الاتفاق سوية على مصير موحد لألمانيا. وأدى ذلك إلى نشوب خلاف بين الشرق والغرب. فتأسست في القطاعات الغربية جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي القطاع السوفييتي جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وأصبحت برلين بؤرة النزاع في الحرب الباردة.
وعندما فر مئات الآلاف من ألمانيا الشرقية إلى الغربية بعد تأسيس النظام الشيوعي، تم إغلاق الحدود الداخلية الألمانية عن طريق الأسوار وتم تأمينها بفرق الحراسة وأنظمة الإنذار. وظلت برلين في بادئ الأمر هي المنفذ الوحيد. لكن ألمانيا الشرقية صارت مهددة بسبب هجرة مواطنيها، فأعطت القيادة الأمر ببناء الجدار. وفي الثالث عشر من آب/أغسطس تم تقسيم برلين في غضون ساعات قليلة.
ووصفت الدعاية الألمانية الشرقية الجدار بأنه جدار "مناهضة الفاشية"، الذي من المفترض أن يحمي جمهورية ألمانيا الديمقراطية من خطر "الهجرة، والتجسس، وأعمال التخريب، والعنف القادم من الغرب". وخلال ثمانية وعشرين عاما من التقسيم حاول عشرات الآلاف الفرار من النظام الاشتراكي في ألمانيا الشرقية. ودفع المئات حياتهم ثمنا لشجاعتهم.
لقد شهدت ألمانيا الشرقية تغيرات جذرية في منتصف الثمانينات نتيجة للتحول الذي شهدته الأوضاع السياسية في الاتحاد السوفييتي. فبالاستعانة بسياسة "الغلاسنوست والبيريسترويكا" أي المصارحة وإعادة البناء تم التمهيد للإصلاحات الديمقراطية. خففت كل من هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا السابقة القيود على حدودها، وأصبح هناك ثقب في الستار الحديدي لحدود ألمانيا الشرقية. ولم يكن ممكنا لألمانيا الشرقية الاستمرار في البقاء دون حدود محكمة الإغلاق. فمجددا بدأ الآلاف في النزوح إلى الغرب.
في خريف عام 1989 وفي العيد الأربعين لتأسيس ألمانيا الشرقية، تنامت الاضطرابات وتزايد الغضب الشعبي. وتجرأ الشعب بعد عقود من السكون على الاحتجاج العلني. وعندما أعلنت القيادة الشيوعية في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 في مؤتمر صحافي عن وضع قواعد سفر جديدة، تدفقت الجموع عبر الحدود. وفي الساعة العاشرة والنصف مساء تمت إزالة الحاجز عند معبر شارع بورنهولمر. وكانت تلك من أكثر اللحظات المثيرة في التاريخ الألماني، وكان من الممكن أن يشهد نهاية مختلفة تماما.
مع انهيار الجدار سقط رمز تقسيم العالم. لأن أحداث التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر لم تؤد فحسب إلى انهيار نظام ألمانيا الشرقية، بل قادت أيضا بعد ذلك بعام إلى إعادة توحيد ألمانيا. وبذا انتهت الحرب الباردة.
يحكي المؤلف ينس نيكولاي من خلال الفيلم الوثائقي "سقوط جدار برلين- من التقسيم إلى الوحدة" القصة المؤثرة لتقسيم ألمانيا وإعادة توحيدها.