سكان مصراتة يستيقظون على هول الكارثة بعد انسحاب قوات القذافي
٢٦ أبريل ٢٠١١أعلن الثوار الليبيون أنهم تمكنوا من طرد القوات الموالية للقذافي من مدينة مصراتة التي تشهد معارك دامية منذ شهرين، يأتي ذلك في وقت وجه فيه الحلف الأطلسي ضربة رمزية للنظام بتدميره مكتب الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس. وأعلن عدد من قادة مجموعات المقاتلين أن القوات الحكومية التي تتعرض لقصف عنيف منذ يومين انسحبت من المدينة وباتت على مشارفها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد ميداني في صفوف الثوار قوله إن "مواجهات تدور عند الحدود الغربية للمدينة فيما تم إخلاء باقي أنحائها من فلول قوات القذافي. لا يزال هناك على الأرجح بضعة جنود يختبئون في المدينة ويخافون من تعرضهم للقتل لكن لم يعد هناك أرتال من الجنود".
غير أن المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض في بنغازي، احمد عمر باني، أبدى تشاؤماً حيال الوضع في مصراتة، واصفاً إياه بالكارثي. وأضاف المتحدث: "مصراتة مفتاح طرابلس. إذا ما ترك (القذافي) مصراتة، سيترك طرابلس. ليس مجنونا لدرجة أن يفعل ذلك".
وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن معارضين مسلحين في مصراتة وبعض سكانها قولهم إن الجثث تناثرت في شوارع مدينة مصراتة يوم أمس الاثنين ووجد المسعفون صعوبة كبيرة في التعامل مع عدد كبير من الجرحى بعد قتال كان من بين أكثر المعارك دموية خلال حصار المدينة المستمر منذ شهرين. وقال شهود عيان إن السكان خرجوا من بيوتهم مع طلوع النهار على مشاهد الدمار بعد أن انسحبت قوات القذافي من وسط المدينة تحت غطاء وابل من الصواريخ وقذائف الدبابات. وقال سكان إن حوالي 60 شخصاً قتلوا في الاشتباكات في الأيام الثلاثة الماضية من بينهم عشرة على الأقل قتلوا أمس الاثنين.
مطالبات بوقف الهجمات على المدنيين
ومن جهة أخرى طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين زعيمي ليبيا وسوريا بوقف الهجمات ضد المحتجين المدنيين. ودعا الزعيمان، خلال اتصال هاتفي ناقشا فيه التطورات الإقليمية وخاصة الوضع في ليبيا وسوريا، الزعيم الليبي معمر القذافي إلى التنحي و"مغادرة ليبيا" بشكل دائم حتى يكون هناك حل دائم يعبر عن إرادة الشعب الليبي، حسبما ذكر بيان صادر عن البيت الأبيض. وأعرب أوباما أيضا عن "تقديره" للجهود الإنسانية التي تقوم بها تركيا في ليبيا والمشاركة في جهود حلف شمال الأطلسي "ناتو" لفرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا التي تهدف إلى حماية المدنيين الليبيين.
ألمانيا تحذر من "إرهاق" جيشها
من جانب آخر شكك مفوض الحكومة الألمانية لشؤون الجيش في احتمال إشراك جنود من الجيش الألماني في مهام إنسانية في ليبيا قائلاً في تصريح لصحيفة "زاربروكر تسايتونغ" الصادرة اليوم الثلاثاء: "علينا ألا نبالغ في تحميل الجيش ما لا يطيق من المهام وألا نرهقه". ورأى هيلموت كونيجزهاوس أن مثل هذه المساهمة تقتضي إشراك وحدات الجيش المطلوبة في أفغانستان والتي تتحمل بالفعل مهام صعبة خاصة قوات المشاة. وفي الوقت ذاته طالب كونيغزهاوس باعتماد نفقات أكثر للجيش الألماني على المدى القصير وهو ما يتعارض مع خطط وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله التي تهدف إلى توفير 8.3 مليار يورو حتى نهاية عام 2015.
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي