شتاينماير يجدد التزام حكومته بتعهداتها تجاه أفغانستان
٢٢ مايو ٢٠٠٧جدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء في كابول التزام بلاده بإعادة إعمار أفغانستان. وقال الوزير الألماني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأفغاني رانجين دادفار سبانتا :" نساعد في إعادة تأهيل الشرطة الأفغانية ونتفهم بطء هذه العملية. غير أننا نأمل أن تصبح أكثر سرعة وخاصة بعد اتفاقنا مع شركائنا الاوروبيين على تسريعها." وأقر الاتحاد الاوروبي الأسبوع الماضي مقاييس المهمة الأوروبية لتدريب الشرطة في أفغانستان التي ينتظر أن تبدأ العمل منتصف حزيران/يونيو تحت قيادة ألمانية.
والتقى الوزير الالماني الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بعد أن زار صباح اليوم الجنود اللألمان في قندوس حيث ينتشر حوالى 400 جندي ألماني بعد ثلاثة أيام على العملية الانتحارية الأكثر دموية منذ العام 2003 ضد الوحدة الألمانية التابعة لحلف شمال الأطلسي.
إعادة الإعمار
وكان الوزير الألماني قد وصل اليوم الثلاثاء (22 مايو/آيار 2007) إلى العاصمة الأفغانية كابول في زيارة تتضمن زيارة القاعدة العسكرية للقوات الألمانية المرابطة في مدينة قندوس شمال أفغانستان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2003.
وأشاد الوزير الألماني في لقاء مع جنود ألمان بجهود إعادة الإعمار والإنجازات التي تحققت من خلال تعبيد الطرق وتشييد المنازل والمساهمة في ري المزارع وتسهيل عودة التلاميذ إلى المدارس هناك.
وتأتي زيارة الوزير في أعقاب التفجير الانتحاري يوم السبت الماضي في أحد أسواق مدينة قندوس والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود ألمان وأربعة مدنيين أفغان وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة.
وأثنى الوزير على الإنجاز "الرائع" للجنود الألمان على الرغم من الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر التي يواجهونها، مؤكدا عدم وجود مكان آمن في الأراضي الأفغانية. وقال شتاينماير إن خطر الإرهاب "يهدد جميع المناطق، مشيرا إلى عدم وجود حماية كاملة ضد الهجمات الإرهابية.
شتاينماير يشيد بمهام الجيش الألماني
وتحدث الوزير داخل القاعدة العسكرية إلى جنود الفريق الألماني المختص في إعادة الاعمار. وأكد أن سبب حضوره هو الإشادة بإنجازات الجنود والتي "تحظى باحترام وفخر الرأي العام الألماني."
يذكر أن الجنود الألمان كانوا في جولة تسوق أسبوعية في قندوس لشراء وحدة تبريد لمعسكرهم عندما وقع الانفجار. ويتعمد الجيش الألماني شراء المعدات من التجار الأفغان لتعزيز الاقتصاد المحلي وكسب ثقة السكان المحليين. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في برلين إنه بالرغم من وقوع ضحايا، إلا أن السياسة الألمانية في أفغانستان لن تتغير.
جاء ذلك في وقت فتح فيه المدعي العام الاتحادي الألماني تحقيقا رسميا في الحادث الذي أودى بحياة الجنود الألمان والمواطنين الأفغان.
طالبان لا تملك اليد العليا في أفغانستان
وفي مقال نشرته صحيفة فرانفوتر ألغيماينه الألمانية، أشار شتاينمير إلى أن حركة طالبان تهدف من خلال هجومها الذي استهدف الدورية الألمانية إلى تقويض الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار التي يقوم بها الجيش الألماني في أفغانستان، داعيا إلى عدم السماح لهم بتحقيق هذا الهدف.
كما نبه المسؤول الألماني إلى ضرورة وجود القوات الألمانية في تلك المنطقة وقال إن الناس في قندوس ومناطق أخرى في أفغنستان "يعولون على أن نقف بجانبهم، وسوف نحافظ على وعدنا."
وعلى صعيد آخر، قال رئيس وكالة الاستخبارات الألمانية اليوم الثلاثاء إن مقاتلي طالبان يتكبدون خسائر كبيرة وليس لهم الغلبة في الحرب في أفغانستان. ونقل عن ارنست اورلاو رئيس الوكالة قوله في حديث مع صحيفة فرانكفورتر الغمانية تسايتونغ إنه لا يرى أن طالبان لها اليد العليا في أفغانستان. وقال:" ليس هناك ما يسمى.. بعام 2007 الحاسم.. تُمنى طالبان بخسائر مستمرة. وفي نفس الوقت تظل طالبان عاملا أمنيا مهما في المنطقة يجب التعامل معه بجدية."
غضب في ألمانيا إثر تصريحات مسيئة للجيش
ومن ناحية أخرى، سادت الأحزاب الألمانية حالة من الغضب في أعقاب تصريحات أوسكار لافونتين رئيس المجموعة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض والتي اتهم فيها الجيش بالتورط في ارتكاب أعمال إرهابية في أفغانستان من خلال الموافقة على مشاركة طائرات الاستطلاع "تورنادو" في عمليات التصوير والرصد هناك.
وطالب غيدو فيسترفيله زعيم الحزب الديمقراطي الحر لافونتين، المرشح لتولي رئاسة حزب اليسار، بتوجيه الاعتذار للجيش الألماني. كما وصف هذه الاتهامات بأنها "إهانة للجيش ولألمانيا والمجتمع الدولي."
وفي الإطار ذاته، قال بيتر شتروك رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي إن سلوك لافونتين "يثير الاشمئزاز،" مؤكدا رفضه القاطع لوصف المساعدات التي يقدمها الجيش الالماني في أفغانستان بأنها "أعمال إرهابية".