شتاينماير يحذر من التراخي في مكافحة تغير المناخ
٣ نوفمبر ٢٠٢٢دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم الخميس (الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2022) إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في مكافحة تغير المناخ، وذلك في تصريحات أدلى بها من مدينة كيوتو اليابانية التي شهدت من قبل اتفاقا بيئيا رئيسيا. وقال الرئيس الألماني في خطابه في جامعة دوشيشا: "يجب أن تعيش روح كيوتو. يجب ألا نتخلف عن التنفيذ، على الرغم من الأزمات العديدة .. بل يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك".
وأعرب الرئيس الألماني عن أمله في أن تحافظ القمة العالمية المقبلة للمناخ (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ المصرية "على طموح الوفاء بالتزامات باريس وجلاسكو". وقال شتاينماير إن الأمر متروك للبشرية الآن لاتخاذ خطوات لإعادة الهيكلة اللازمة لمجتمعات العالم.
وبالتوقيع على بروتوكول كيوتو في عام 1997، التزمت الدول الأطراف لأول مرة بموجب القانون الدولي بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وفي خطوة أولى، وافقت الدول الصناعية على خفض انبعاثاتها بما مجموعه 5% على الأقل من عام 1990 إلى عام .2012 وصدقت 191 دولة والاتحاد الأوروبي حتى الآن على الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في عام .2005 ورغم توقيع الولايات المتحدة على البروتوكول في عام 1998، فإنها تظل الدولة الصناعية الوحيدة التي لم تصدق عليه بعد.
و صرح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بأنه يرى أن الأفعال التي يقوم بها نشطاء حماية المناخ التابعين لمجموعة "الجيل الأخير" بألمانيا ليست هادفة في مكافحة تغير المناخ.
وقال شتاينماير "عندما أنظر لألمانيا، فإنني أكون سعيدا حقا بأن هناك حساسية متزايدة في قضايا البيئة وأن هناك كثيرا من الأشخاص مقتنعون بأنه يتعين علينا اتخاذ إجراء أكثر حسما وتصميما في مواجهة تغير المناخ"، لافتا إلى أن هناك دعما لذلك في كثير من قطاعات المجتمع.
وتابع الرئيس الألماني قائلا: "السؤال هو إذا ما كان ما نراه هذه الأيام في أن يتم إلقاء أطعمة على لوحات لا تُقدر بثمن أو يقوم أشخاص بلصق أنفسهم بالشوارع، سيساعد في تحقيق هدف المناخ أم لا".
وأضافا الرئيس الألماني: "أخشى أن يؤدي ذلك إلى التشكيك في الدعم المجتمعي الواسع لتحقيق حماية مناخ أكثر حسما وأن يسلبنا الفرصة في أن يصير هذا الدعم أكبر".
وأشار شتاينماير بهذه التصريحات إلى أعمال احتجاجية لمجموعة "الجيل الأخير" الذي يلصق نشطاؤه أنفسهم بالشوارع منذ شهور.
يذكر أن نشطاء هذه المجموعة ألقوا مؤخرا بطاطس مهروسة على لوحة لمونيه في متحف باربيريني في بوتسدام.
توقعات صادمة
في الوقت نفسه ذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن بعض الأنهار الجليدية الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك الموجودة في جبال دولوميت في إيطاليا ومتنزهي يوسمايت ويلوستون في الولايات المتحدة وجبل كليمنغارو في تنزانيا ستختفي بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري بغض النظر عن تصورات ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتراقب اليونسكو نحو 18600 نهر جليدي في 50 موقعا من مواقع التراث العالمي التابعة لها، وقالت إن من المتوقع أن يختفي ثلثها بحلول عام 2050.
وبينما يمكن إنقاذ الباقي عن طريق الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة مع مستويات ما قبل عصر الصناعة، في تصور انبعاثات الأنشطة المعتادة، فإنه من الممكن أن يختفي حوالي 50 بالمئة من الأنهار الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي بالكامل بحلول عام 2100.
وتمثل الأنهار الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي كما حددتها اليونسكو حوالي 10 في المائة من مناطق الأنهار الجليدية في العالم، وتشمل بعضا من أشهر الأنهار الجليدية في العالم، والتي سيكون فقدانها ملحوظا بشكل واضح لأنها تمثل مقاصد محورية للسياحة العالمية.
ا.ف/ ع.أج (رويترز، د.ب.أ)