شتاينماير يطلب "الصفح" عن ماضي بلاده الاستعماري في تنزانيا
١ نوفمبر ٢٠٢٣بعد مضي نحو 100 عام على الحكم الاستعماري الألماني في شرق أفريقيا، قدم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في تنزانيا اعتذاره لأحفاد عدة مئات من ضحايا هذه الحقبة.
وخلال زيارة قام بها الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير لمدينة سونجيا التنزانية، قال اليوم الأربعاء (الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2023): "بصفتي الرئيس الاتحادي الألماني أود أن أطلب الصفح على ما فعله ألمان هنا بأسلافكم"، مؤكداً للأحفاد أن ألمانيا على استعداد لإجراء تسوية مشتركة لهذا الماضي. وقوبل شتاينماير بالتصفيق على هذه المقولة.
والتقى شتاينماير في ثاني أيام زيارته لتنزانيا في مدينة سونجيا مع عائلة أعدم الحكام الاستعماريون الألمان جدها وهو الزعيم سونجيا مبانو مع 66 قائداً تنزانياً آخر في عام 1906. ويعد سونجيا مبانو بطلاً قومياً اليوم في تنزانيا. كانت سلطة الاحتلال سحقت انتفاضة للشعب المضطهد في المستعمرة الألمانية في شرق أفريقيا وذلك من خلال حرب شنتها سلطة الاحتلال عليهم بوحشية.
وتشير تقديرات تنزانية إلى أن ما يصل إلى 300 ألف شخص لقوا حتفهم فيما يعرف بحرب "ماجي ماجي" في الفترة بين 1905 و1907. ولا تزال هناك العديد من الجماجم والهياكل العظمية موجودة في متاحف ألمانية. ويأمل أحفاد هؤلاء الضحايا في عودة هذه الجماجم والهياكل إلى تنزانيا حتى يمكن دفن أسلافهم على نحو مناسب.
وانتهى التاريخ الاستعماري الألماني هناك في عام 1918 بهزيمة الامبراطورية القيصرية الألمانية في الحرب العالمية الأولى.
وزار الرئيس الألماني واحداً من المسارح الرئيسية لهذه الحرب وهو متحف ماجي-ماجي ووضع زهرة حمراء على قبر الزعيم سونجيا مبانو ووضع إكليلاً من الزهور على المقبرة الجماعية للمقاتلين الآخرين. وانعقد لقاء شتاينماير مع الأحفاد على أضيق نطاق ودون حضور صحفيين. وقال الرئيس الألماني موجهاً حديثه للأحفاد:" أشعر معكم بالحزن على الزعيم سونجيا وعلى الآخرين الذين تم إعدامهم. أنحني أمام ضحايا الحكم الاستعماري الألماني" مشيراً إلى أنه يشعر بالخجل حيال ما قام به جنود الاستعمار الألمان بحق الشعب في هذا المكان".
في الوقت نفسه، أكد شتاينماير للأحفاد: "أعدكم بأن نبذل الجهود معكم للعثور على جمجمة الزعيم سونجيا في ألمانيا"، لكنه قال إنه لا يستطيع للأسف أن يعد بنجاح هذا الأمر نظراً لصعوبته من الناحية العلمية.
وخلال العقدين الماضيين، بدأت ألمانيا جهودا لاسترجاع ذكرى حقبة استعمارها، ما أدى إلى جعلها تدفع تعويضات خصوصاً في ناميبيا التي استعمرتها بين عامَي 1884 و1915 بعد اعتراف برلين في أيار/مايو 2021 بارتكابها "إبادة جماعية".
وأمس الثلاثاء وفي أعقاب لقاء لها مع نظيرها الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، قالت الرئيسة التنزانية سامية صولحو حسن في دار السلام: "نحن على استعداد لبدء مفاوضات رسمية لنرى كيف يمكننا التعامل مع الإرث الاستعماري في بلادنا". وبدوره أكد شتاينماير:" من المهم أن نسوي هذا الفصل المظلم، أن نسويه معاً" مشيراً إلى أن ألمانيا مستعدة لإعادة أصول ثقافية ورفات بشرية.
وأكدت الرئيسة التنزانية أن بلادها وألمانيا تتعاونان منذ 60 عاماً بشكل جيد مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية "شريك وصديق موثوق". وأفاد شتاينماير بأن البلدين معنيان بتعزيز هذه العلاقات الجيدة "وجعلها قادرة على مواجهة المستقبل".
خ.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)