شتوتغارت يترنح نحو الهبوط وبريمن يواجه أزمة حقيقية
١٦ فبراير ٢٠١١بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي جاءت دون التوقعات يدنو بطل البوندسليغا عام 2007 فريق شتوتغارت من السقوط إلى دوري الدرجة الثانية، خاصة بعد هزيمته الأخيرة والمذلة في عقر داره أمام فريق نونربيرغ المغمور بهدف لأربعة. يبدو أن فريق شتوتغارت يفتقد للروح القتالية والروح المعنوية، التي كان يتمتع بها طيلة السنوات الأخيرة. كما يبدو أن لاعبيه فقدوا ثقتهم بالنفس، على الأقل هذا ما أكده مدرب الفريق الجديد برونو لباديا عقب هزيمة فريقه الأخيرة.
ونادراً ما كان أداء شتوتغارت ضعيفاً إلى هذه الدرجة، كما فعل مؤخراً أمام ضيفه نورنبيرغ. ونادراً ما كانت الثقة بالنفس معدومة إلى هذا الحد.
أخطاء كثيرة للفريق والإدارة
وهذا ما يظهر جلياً من خلال الأخطاء الكثيرة غير المبررة، التي ارتكبها الفريق في مبارياته الأخيرة والتي ارتكبتها إدارة فريق شتوتغارت خلال السنوات الأخيرة. وبعد أن كان شتوتغارت يعد من أبرز فرق البوندسليغا، أصبح يكافح من أجل البقاء فيها. وقد بدأت صعوباته سيّما بعد السماح لنجوم الفريق بالانتقال إلى فرق أخرى، مثل مهاجم المنتخب الألماني المتألق ماريو غوميس الذي يعيش موسماً ناجحا مع فريقه بايرن ميونخ ولاعب وسط المنتخب الألماني سامي خضيرة، التونسي الأصل، الذي انتقل قبل انطلاق الموسم الحالي إلى الفريق الملكي الإسباني ريال مدريد. ويبدو أن شتوتغارت لا يزال عاجزاً عن تعويض النقص الناجم عن غياب بعض نجومه الكبار عن صفوفه.
وعندما اعتقدت إدارة النادي أن تراجُع مستوى الفريق يعود ربما إلى المدرب يينس كيلر اجتذبت برونو لباديا في كانون الأول / ديسمبر الماضي. لكن الهزائم والنتائج المخيبة ليست بالضرورة من صُنع المدربين، بل تعود أحياناً إلى اللاعبين أيضاً وأحياناً أخرى إلى سياسات الإداريين. وعند النظر إلى فريقي شتوتغارت وفولفسبورغ، على سبيل المثال، نلاحظ أن الوضع لم يتحسن بعد تبديل مدربي الفريقين باثنين جديدين.
لاعب شتوتغارت يعمق جراح فريقه
إذن، كان فوز فريق نورنبيرغ على شتوتغارت ودون أدنى شك مستحقاً، فوز صنعه لاعبه الشاب يوليان شيبر الذي لم يكن معروفا من قبل في البوندسليغا. وكان هذا اللاعب الصاعد نجم المباراة بلا منازع بإحرازه الهدف الأول لنورنبيرغ وتهيئته الهدف الثالث لفريقه. وهكذا حرم شيبر فريق شتوتغارت من الابتعاد عن مراكز الهبوط لأول مرة منذ منافسات الأسبوع الـ 12.
لكن فرحته بذلك كانت محدودة، لأنه يلعب مع نورنبيرغ على سبيل الإعارة وسيعود في نهاية الموسم إلى فريقه الأصلي، وهو فريق شتوتغارت. وإذا ما هبط فريقه بالفعل إلى دوري الدرجة الثانية، فسيكون على شيبر مرافقته إلى هناك. وهذا ما لا يحلم به أحد من لاعبي البوندسليغا. ويبدو أن إدارة نادي شتوتغارت قد اكتشفت أن إعارة شيبر، الذي لم يتجاوز عمره الـ 22 عاماً، إلى فريق نورنبيرغ قبل انطلاق الموسم الحالي كانت خطاً فادحا. وفي الحقيقة أراد شتوتغارت من صفقة إعارة شيبر إلى نورنبيرغ منح هذا اللاعب الموهوب الفرصة لاكتساب الخبرة في فريق آخر. لكنه يتمنى الآن وبكل تأكيد لو أنه أعار لاعباً آخر إلى نورنبيرغ وليس شيبر، الذي أثبت جدارته، وأصبح لاعباً أساسياً في نورنبيرغ.
أسوأ أداء لبريمن منذ 30 عاما
من جهته، وبعد منافسات الأسبوع الـ 22 لدوري البوندسليغا أصبح فريق فيردر بريمن العريق يحتل المركز الـ 14 على قائمة الدوري برصيد 24 نقطة، أي بفارق نقطة واحدة فقط عن مراكز الهبوط. وهذه النتيجة هي الأسوأ لبريمن منذ 30 سنة، أي منذ موسم البوندسليغا 1979 / 1980 حين هبط بريمن إلى دوري الدرجة الثانية لأول مرة منذ تأسيسه ولآخر مرة "حتى الآن". وبتعادله أمام هانوفر بهدف لمثله فقد بريمن نقطتين ثمينتين في سعيه غلى تحسين وضعه بعض الشيء بين فرق البوندسليغا.
ولم يعد هدف بريمن يكمًُن، كما في السنوات الأخيرة، في المنافسة على لقب البوندسليغا أو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا أو على الأقل ضمان مشاركته في مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم، بل أصبح الآن وبكل بساطة يكمن في تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. ومن كان يتوقع ذلك قبل انطلاق الموسم الحالي؟ ومن كان يتوقع أن يكون بريمن قبل 12 أسبوعاً من نهاية الموسم وسط الفرق المهددة بالهبوط؟ خاصة أن الفريق الأخضر يضمّ في صفوفه عدداً كبيراً من اللاعبين البارزين، مثل المهاجم البيروفي كلاويدو بيتسارو ولاعب المنتخب الألماني بيير ميرتساكر وغيرهما.
والغريب في الأمر أن بريمن فشل في هزيمة هانوفر في مباراته الأخيرة، على الرغم من أنه كان مسيطراً بشكل شبه كامل على مجريات اللعب. لكن يبدو أنه يفتقر في الوقت الراهن لروح الإبداع والروح القتالية. وهو يفتقر بكل تأكيد لفاعليته المعهودة على أرض الملعب. صحيحٌ أن معظم المراقبين لا يتوقعون هبوط بريمن فعلاً إلى الدرجة الثانية، نظراً لخبرته الواسعة وتوفره على عدد كبير من نجوم الكرة، لكن إذا ما أراد بريمن استعادة شيء من أمجاده فيتعين عليه استعادة توازنه بسرعة واستعادة الروح الجماعية التي يمتاز بها.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: شمس العياري