شكوك أوروبية في جدوى العقوبات الدولية على طهران
١٤ فبراير ٢٠٠٧جاء في وثيقة أعدها مكتب الممثل الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان نتيجة العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة ضد إيران في ديسمبر/ كانون الثاني لا يمكن تقديرها بشكل دقيق في الوقت الحاضر. وأوضحت الوثيقة ذات القيمة الاستشارية التي أُعدت لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ان العقوبات كان لها تأثيرات محدودة حتى الآن مع أنها تأتي في فترة يواجه فيها الاقتصاد الإيراني عدة مصاعب. ورأى الخبراء إن المشكلات مع إيران لن تحل عن طريق العقوبات الاقتصادية فقط مشيرين إلى أنها أثبتت قدرة كبيرة في الماضي على مقاومة الضغوط الخارجية، لاسيما خلال الحرب الإيرانية العراقية. كما حذروا من احتمال أن تستغل الحكومة الإيرانية العقوبات لتعزيز الشعور الوطني أو تبرير فشلها على الصعيد الاقتصادي.
وأشار هؤلاء إلى أن الإيرانيين يواصلون حتى الآن برنامجهم النووي على نفس الوتيرة، منبهين إلى أن العامل الذي يحد من تقدمهم في هذا المجال يكمن في الصعوبات الفنية اكثر منه في قرارات الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتوقعت الوثيقة ان تمتلك إيران في وقت ما القدرة على تخصيب اليورانيوم على النطاق المطلوب من أجل برنامج عسكري. وذكر الخبراء من جهة اخرى انه على ضوء رفض إيران العام الماضي رزمة حوافز "ملفتة" قدمتها ست دول كبرى هي المانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، فإنه "من الصعب الاعتقاد انهم سيكونون على استعداد"، على الأقل على المدى القريب، لتوفير الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات. الجدير بالذكر ان رزمة الحوافز الدولية تشترط تعليق طهران جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، وهو ما يرفضه المسئولون الإيرانيون حتى الآن.
الحل الدبلوماسي ما يزال قائماً
وفي سياق متصل أعلن دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء أن الاتحاد لم يفقد الأمل في استئناف المحادثات النووية مع إيران رغم أن عودة سريعة إلى طاولة المفاوضات صعبة في الوقت الحاضر. وقال الدبلوماسي للصحفيين " إننا بحاجة إلى الحوار والمفاوضات" مع إيران لتجاوز أزمة الملف النووي الإيراني، وتابع: " لا نعتقد أن المفاوضات مع طهران "عديمة الفائدة ولكن العكس هو الصحيح". ونفى المسئول الذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته تقارير إعلامية ذكرت أن الاتحاد يعتقد أنه فات الأوان لوقف القنبلة النووية الإيرانية. في هذا السياق أشار المسئول الأوروبي الى أن سياسة بروكسل تجاه إيران تظل متمثلة في توجه ذي مسارين أحدهما يشمل الدبلوماسية والآخر يقوم على فرض عقوبات.
وتأتي تصريحات المسئول بعد أيام فقط من لقاء كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني مع مسئول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير على هامش مؤتمر ميونخ للآمن. يشار هنا الى ان المحادثات بين ايران والدول الغربية كانت قد عُلقت العام الماضي احتجاجا على قرار طهران المضي قدما في برنامجها النووي فيما اعتبر ذلك تحدياً للمطالب الدولية بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم.
دويتشه فيله + وكالات (ع.ج.م)