صحف ألمانية: توجيه ضربة عسكرية لإيران لن يغير شيئا
٢٧ سبتمبر ٢٠١٢صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ سلطت الضوء على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكتبت تقول:
"الرئيس الأمريكي أوباما صعد الضغط على إيران بكلمات واضحة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن دون تحديد تلك الخطوط الحمراء التي يطالبه بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، لأن أوباما غير مستعد لشن ضربة عسكرية ضد إيران، وهو لا يريد في الوقت نفسه قبول وجود إيران كدولة نووية. وإلا فإن سياسة احتواء إيران مسلحة نوويا تهدد إسرائيل ودول الخليج والاقتصاد العالمي لن تصبح ممكنة. أوباما يستمر في المراهنة على الدبلوماسية، ويلمح في آن واحد لطهران بأن نافذة الوقت تنغلق. وقال الرئيس بأن أمريكا ستفعل ما يجب عليها فعله. لكنه لم يكشف كيف سيعمل على ثني إيران".
صحيفة فرانكفورتر روندشاو لاحظت في تعليقها أن النزاع بين الغرب وإيران يشهد تصعيدا من قبل الطرفين، معتبرة أن توجيه ضربة عسكرية لطهران لن يكون حلا، وكتبت تقول:
"أصبحت إيران في عزلة شديدة. وهذا لا يعود فقط للنزاع حول الملف النووي، بل تمتد جذور الخلل في العلاقات الإيرانية الغربية إلى عهد الثورة الإسلامية في 1979. فالولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما كانا مجبرين حينها على مغادرة البلاد مهانين، وفقدا حليفا مهما في المنطقة إضافة إلى بسط اليد على احتياطاته من النفط والغاز. ومع مرور السنوات تدحرج النظام الإيراني إلى مساند لحركات إرهابية ومعادية لإسرائيل، كما يشكك في حق الدولة اليهودية في الوجود. كما يعمل النظام الإيراني داخليا على قمع المعارضة الديمقراطية. وبإلقاء الخطب والقيام باستعراضات إضافة إلى إثارة القلاقل تعمل القيادة الإيرانية الملتفة حول مرشد الثورة علي خامني والرئيس أحمدي نجاد على تزكية شيطنة إيران في الغرب".
وتابعت الصحيفة تحت عنوان "الولايات المتحدة تقود حربا إلكترونية ضد إيران في إشارة إلى التحركات الأمريكية لتوجيه ضربات للبرنامج النووي الإيراني عبر تصدير فيروسات إلكترونية، وكتبت تقول:
"هذه الأعمال رفعت من قوة المقاومة والتصدي من جانب القيادة الإيرانية لأنه عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينات العقوبات الأولى ضد إيران كان البرنامج النووي في بداياته، ولم يكن هناك جهاز طرد مركزي واحد، وكانت البلاد ملتزمة بصرامة بالقواعد التي كانت تخضع لها كعضو في اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. هذه العقوبات تم تشديدها وتوسيعها على التوالي. غير أن إيران تمتلك اليوم أجهزة طرد مركزي ومنشآت نووية محصنة جيدا. وحتى ضربة عسكرية لن تغير شيئا في ذلك".
صحيفة فراكفورتر ألغماينه تسايتونغ تناولت سياسة الرئيس الأمريكي أوباما تجاه الشرق الأوسط واعتبرت أنه لم يقترب بما فيه الكفاية من حلفاء قدامى مثل السعوديين أو دول الخليج وحتى من شركاء جدد مثل الرئيس المصري محمد مرسي، وكتبت تقول:
"أوباما لم ينجح في تحقيق الكثير. القضية الفلسطينية تبقى بدون حل، مجموعات القاعدة تصول وتجول، ورئيس إيران يقدم ككل عام عرضه الاستفزازي.. لكن واقعية أوباما المحكومة بالمبادئ مقنعة أكثر من البديل الذي يعرضه المحافظون الجدد في واشنطن: فهم يطالبون بالديمقراطية ويشكون من أن إسلاميين يفوزون بالانتخابات. هم يشكون أيضا من الاعتداء على السفارة الأمريكية ويعطون الانطباع وكأن حربا ضد إيران لن تتسبب في ضحايا. هم يجهلون بأن الناخبين الأمريكيين ليسوا هم من يقرر اليوم مصير الشرق الأوسط حيث يقرر ناخبو وحكومات حجم التأثير الأمريكي المسموح به".
صحيفة تاغسشبيغل اهتمت بالوضع في الأراضي الفلسطينية، ومصير مشروع حل الدولتين، واحدة لإسرائيل والأخرى لفلسطين، وكتبت تحت عنوان "الرئيس الفلسطيني محمود عباس فشل في سياسته":
"فترة ولاية عباس انتهت قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ومنذ تلك اللحظة وهو يحكم بمراسم. ويلجأ باستمرار إلى تأجيل الانتخابات. ويأتي رد فعله قاسيا في وجه انتقادات واحتجاجات، كما انتقدت مؤخرا منظمة هيومان رايتس ووتش. ويفيد استطلاع للرأي من شهر يونيو أن 73 في المائة من الفلسطينيين يعتبرون سلطة الحكم الذاتي فاسدة. غير أنه يبدو أن ذلك الزمن قد ولى الذي كان يقبل فيه السكان الفلسطينيون هذه الأوضاع السيئة. ففي مطلع سبتمبر تظاهر 40.000 فلسطيني في الخليل ضد الحكومة. وكانت تلك أكبر احتجاجات في الضفة الغربية منذ نحو عشر سنوات...كيف يمكن تصور دولة فلسطينية مقسمة إلى شطرين ـ غزة والضفة الغربية ـ تحكمهما حماس وفتح المتناحرتان؟ موقف عباس يلقى الدعم من خلال سياسة شرق أوسطية فاشلة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. فهما يجدان فيه البديل الوحيد لحماس الإسلامية الراديكالية ويحافظان على بقاء نظامه الفاسد بضخ نحو مليار دولار في السنة الواحدة. إنهما يراهنان على الوضع الراهن عوض المطالبة بإصلاحات وتقوية المجتمع المدني الفلسطيني".
صحيفة تاغستسايتونغ تناولت هي الأخرى فرص السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وقيام دولتين جارتين، معتبرة أن الإسرائيليين مقتنعون على إثر التطورات التي تشهدها المنطقة بأنهم في محيط سيء، وهم مجبرون في العقود المقبلة على الكفاح من أجل البقاء، وكتبت تقول:
"كنتيجة ينظر الإسرائيليون بقلق كبير إلى "الربيع العربي"، وهي عبارة لا يستخدمونها. فهم لا يثقون في الإخوان المسلمين الذين تولوا زمام السلطة في مصر، وهم قلقون كثيرا بسبب الحرب الأهلية السورية ويخشون أن يستخدم حزب الله في لحظة معينة من النزاع ترسانة أسلحته الكاملة انطلاقا من لبنان ضد السكان الإسرائيليين. يضاف إلى ذلك إمكانية وجود إيران مسلحة نوويا. وفي هذا السياق كشفت دراسات نفسية أنجزت في عشرات البلدان أن الأشخاص الذين يواجهون تهديدات وجودية يميلون إلى تبني مواقف يمينية ويصبحون أقل تسامحا".