صحف ألمانية: لا يمكن للحكام الطغاة القضاء على الإرهاب
٣ نوفمبر ٢٠١٤اعتبرت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينة تسايتونغ" أن العالم العربي يمر بأزمة كبيرة وقالت:
في يومنا هذا لم يعد مفهوم الاستقرار أو مفهوم الديمقراطية هو البديل المنشود، كما كان الأمر قبل عشر سنوات. مسار البدائل أصبح اليوم باتجاه الفوضى أو الدكتاتورية (...) الاحتجاجات التي حدثت عام 2011 كانت موجهة بالمقام الأول ضد فشل الدولة، واليوم فقد تجاوزت حد تحطيم الدول القائمة، حيث يتساءل بعض الناس بحق: لماذا يجب عليهم المحافظة على بلاد لا تجلب النفع لهم؟. وفي مكان ما ينتج عن ذلك تشكيل بعض المجاميع التي لا تؤمن بالسلطة والدولة فتأخذ معها الكل إلى دوامة الخراب، كما نرى ذلك جليا في سوريا والعراق وليبيا واليمن. وفي مكان آخر هناك بعض الرجال الأقوياء، وهم طغاة، كما هو الشأن بالنسبة للرئيس المصري السيسي وحكام دول الخليج، والذين يحكمون بلدانهم بالحديد والنار، لكن محافظين على الأقل على وجود بلدانهم (...) ورغم ذلك يجب ألا يكون هناك اعتقاد بأنه يمكن للطغاة العرب، القدماء والجدد منهم، السيطرة والقضاء على الإرهاب، بل على العكس من ذلك. ففي كثير من الأحيان يعمل هؤلاء الطغاة على خلق الإرهاب في بلدانهم بسبب القمع الذي يمارسونه ضد شعوبهم، ويتهمون بالخصوص أي معارض سياسي لحكمهم بأنه إرهابي، كما حدث في مصر وفي دول الخليج".
وأوضحت صحيفة "تاغيس شبيغل" العلاقات القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة وقالت:
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تمر بأسوإ مراحلها (...) قد يمكن لإسرائيل أن تودع حليفتها المهمة، وذلك في وقت تعاني فيه إسرائيل من قلة الأصدقاء والداعمين لها. لذلك ترتفع الأصوات التي تطالب نتنياهو بالعودة إلى المفاوضات. ورئيس الوزراء الإسرائيلي لا يمكنه مواصلة عمليات مراوغة واشنطن، وعليه التجاوب مع الأمريكان في نهاية الأمر، غير أنه من المُستبعد أن يقوم نتنياهو بذلك (...) فالرئيس الأمريكي أوباما يركز فيما تبقى من ولايته الثانية على السياسة الأمريكية الداخلية. وقد تعاني إسرائيل خلال العامين المقبلين من استمرار عزلتها".
أما صحيفة "نورد فيست تسايتونغ" الصادرة في مدينة أولدينبورغ فتناولت في تعليقها أوضاع اللاجئين السوريين ولاحظت قائلة:
أوروبا والعالم لا يمتلكان أية خطة لمعالجة الكارثة البشرية القائمة في الشرق الأوسط. لايمكن للاجئين العودة إلى أوطانهم في المستقبل القريب. والجميع ينادي بضرورة التضامن مع اللاجئين، غير أن عملية التضامن هذه مختلة داخل أوروبا، إذ كيف يمكن لألمانيا – بالنظر إلى عدد سكانها – استقبال ضعف عدد اللاجئين الذين تستقبلهم فرنسا، أو أربعة أمثال العدد الذي تستقبله بريطانيا؟".
وركزت صحيفة "تاغيس تسايتونغ" الصادرة في برلين على التجربة الديمقراطية في تونس وأثنت عليها غير أنها لاحظت قائلة:
لقد نجحت تونس في إقامة انتخاباتها الديمقراطية الثانية، غير أن ذلك ليس كافيا. فحزب النهضة الإسلامي الحاكم هنأ الفائز العلماني (حزب نداء تونس) بفوزه في الانتخابات وتخلى بمنطق القانون عن المطالبة بالحكم في تونس، التي بدأت فيها شرارة عدد من الثورات العربية (...) لكن أين هو الحماس وتشجيع التجربة التونسية، وأين هم الساسة الأوربيون الذي أكدوا دائما أن تونس صديقة للغرب وأنها بوابة العالم العربي؟.