"صد الأبواب أمام اللاجئين، سلوك بعيد عن قيم المسيحية"
١٧ سبتمبر ٢٠١٥قبل أيام قليلة اطلع رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا، الأسقف هاينريش بيدفورد شتروم على الطريق الذي يسلكه اللاجئون للوصول إلى أوروبا الغربية عبر دول البلقان. وقادته جولة هناك إلى مقدونيا وصربيا والمجر. وخلال رحلته هذه، اطلع الأسقف على معاناة اللاجئين، معتبرا أن إغلاق الحدود بين صربيا والمجر إجراء "خاطئ".
DW: حضرة الأسقف، كنتم شاهدا على معاناة اللاجئين على الحدود الصربية-المجرية. الآن عدتم إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل. ما هي المطالب التي ستقدمونها للمفوضية الأوروبية؟ وماذا يجب على الاتحاد الأوروبي القيام به؟
هاينرش بيدفورد شتروم: كنا على الشريط الحدودي بالمجر، والذي تمّ الآن إغلاقه بالكامل. شاهدنا عائلات يرافقها أطفال صغار. أناس قطعوا مسافات طويلة وصعبة، سيرا على الأقدام أو بالسيارات. وهم يأملون بالحصول على ملاذ آمن داخل أوروبا، غير أنهم لا يجدون حاليا أمامهم إلا جدارا شائكا.
الأهم الآن هو أن نتوصل نحن الأوروبيون إلى اتفاق حول القاسم المشترك بيننا. وفي هذا الإطار علينا أن نجد تعريفا واضحا لمفهوم "المسيحية". وإذا انغلقنا على أنفسنا كمسيحيين وأغلقنا الباب أمام الآخرين، فيجب القول وبكل وضوح: إن ذلك يتناقض تماما مع مبادئ الدين المسيحي.
السيد المسيح قال: "لقد قمتم باحتضاني، أنا الغريب". ويعني ذلك أن مبدأ المحبة يلعب دورا أساسيا في الفكر المسيحي. وهي القيم التي يجب على أوروبا تبنيها. ومن الضروري بلورة سياسية لجوء تحترم إنسانية اللاجئين.
الآن هناك غياب للتضمان بين الدول الثمانية والعشرين الأعضاء داخل الإتحاد الأوروبي، فهل التضامن مبدأ مسيحي أيضا؟ هل ينتمي ذلك إلى القيم التي تدعو إليها الكنيسة؟
إنها من القيم الأساسية في الفكر المسيحي، وداخل منظومة أوروبا أيضا. إنه قسم جوهري في بنية القيم المشتركة لأوروبا. التضامن شرط أساسي لتحقيق الرخاء للجميع خصوصا تجاه الدول الفقيرة، وبالتالي فهو يساعد على ضمان الترابط بين الدول داخل أوروبا. وهو أيضا أمر واجب تجاه الخارج. فالسياسات التجارية الداعمة للفقراء، وضرورة المحافظة على الموارد البيئية لكوكب الأرض، هي سياسيات مرتبطة باللجوء في خدمة المستقبل. وفقط إذا تحركنا في هذا المجال نستطيع كبح حركة اللجوء المترتبة عن التغيرات المناخية مستقبلا.
صرح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه يريد المحافظة على المجتمع المسيحي، وعدم استقبال اللاجئين. ألا يحق للمسيحي استقبال لاجئ مسلم؟
لقد تحدثت شخصيا مع مسؤولين مجريين وطبعا أيضا مع الكنيسة الشقيقة، وتطرقنا إلى أسئلة حول إمكانيات التعامل مع مفهوم "الغرب المسيحي". ومعنى ذلك بكل وضوح أنه من الضروري أن نعمل على دعم المستضعفين، ومن البديهي أن نكون عبارة عن ملاذ آمن...ويظهر هذا الملف بوضوح أن الدين وضوابطه، تماما مثل السياسية، يطمح إلى إحداث توافقات.
ما الدور الذي يمكن للكنيسة أن تلعبه في ملف اللاجئين؟ الكنيسة الكاثوليكية دعت إلى إيواء عائلات في بيتها. هل هذا هو الحل؟
نحن نعمل منذ مدة إلى جعل القيم التي ندعو إليهاسلوكا مطبقا في الحياة المعاشة. بإمكاني أن أحكي لساعات عن النشاطات الكثيرة التي نقوم بها في موضوع استقبال اللاجئين، وكيف ننظم حصص تعلم اللغة الألمانية، أو قييامنا بتقديم قاعات لإيواء اللاجئين في ظل نفاذ المساكن. وهذا ما نقوم به يوميا. وأنا سعيد أن يجد النداء الذي وجهناه لأتباعنا رحيبا ودعما شديدين. والجميع يدرك جيدا أنه يجب العمل سويا.
هاينريش بيدفورد شتروم أسقف الكنيسة الإنجيلية بولاية بافاريا. عين رئيسا للكنيسة الإنجيلية على مستوى ألمانيا منذ عام 2014 وبذلك فهو أعلى ممثل للكنيسة البروتستانتية في البلاد.