صراع الناس والقرى مع آلات استخراج الفحم البني العملاقة
ذهبت قرى كثيرة في الأراضي المنخفضة إلى جانب نهر الراين في غرب ألمانيا ضحية صناعة استخراج الفحم البني. ورغم الأنباء التي تتحدث عن أن استخراج الفحم البني هناك سينتهي قريبا، فإن سكان المنطقة تراودهم الشكوك حول ذلك.
عمالقة جياع
يتم استخراج الفحم البنى الذي يتوفر في الأراضي المنخفضة إلى جانب نهر الراين مباشرة تحت سطح الأرض، بواسطة حفارات عملاقة. ويجري نقل الفحم المستخرج بواسطة ناقلات آلية. وفي نهاية المطاف يتم إحراقه في محطات لتوليد الطاقة.
استخراج آلي
لا يمكن استخراج الكميات الضخمة من الفحم البني إلا بواسطة آلات كبيرة. ويكفى عدد قليل فقط من العمال لتشغيلها وصيانتها. وتتميز هذه الحفارات بحجمها الكبير، كما يظهر في الصورة.
مضر بالمناخ
يبلغ حجم منجم غارتسفايلر 114 كيلومترا مربعا. وتقع محطة فريمرسدورف لتوليد الطاقة الكهربائية بالقرب منه. وهي أحد أكبر المضرين العشرة بالمناخ. إذ لا توجد مادة أخرى تنبعث منها كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مثل مادة الفحم البنى.
احتجاجات بلا جدوى
تستمر خسارة أراض مأهولة ضحية لمنجم غارتسفايلر. ورغم أن سكان هذه الأراضي يقاومون ذلك منذ عشرات السنين، كما هو الحال هنا في مخيم احتجاجي، إلا أن احتجاجاتهم لا تزال بلا جدوى. ولا يبقى للسكان إلا ترك القرى التي تظهر الحفارات فيها.
شكوك
انتشرت مؤخرا شائعات تقول إنه من المقرر عدم توسيع منجم غارتسفايلر وإنهاء استخراج الفحم البني منه عام 2017 أو عام 2018، بدلا من الموعد الأصلي عام 2045. إلا أن السكان مازالوا متشائمين، فهم يشكون في أن شركة لإنتاج الطاقة تتنازل طوعا عن الأرباح الناجمة عن استخراج الفحم البني.
قرى أشباح
لا تموت قرية ما إلا ببطء، فسكانها لايتركونها في آن واحد. بيوت قرية بورشيميخ تتدهور تدريجيا. فرغم إعادة توطين السكان في مناطق أخرى، إلا أنه لا يوجد مكان يمكن أن يشكل بديلا حقيقيا لقريتهم الأم.
منظر محزن
تقول هذه العلامة في الصورة إن هذا "مكان بناء". إلا أن العلامة كاذبة، إذ أن هذا ليس مكان بناء، وإنما مكان هدم. والإشارة في العلامة إلى عدم المساح للأطفال باللعب هنا غير ضرورية. إذ إن أطفال قرية بيش تركوها مع آبائهم. وعليه، فإن وجود القرية انتهى.
قرى مثيرة للكآبة
يجب على من يزور قرى متروكة أن يتميز بقوة الاعصاب. فرغم أن كثيرين يصفونها بأنها قرى أشباح، إلا أن ذلك لا ينسجم مع واقعها، فمنظرها بالواقع محزن ومثير للكآبة. هذا هو أحد البيوت في قرية شبينرات التي وقفت عقبة أمام منجم غارتسفايلر.
مناظر خلابة
تستعيد الطبيعة بعد فترة قصيرة ما تركه الإنسان خلفه. تشكل بقايا القرى المتروكة مشاهد خلابة بالنسبة إلى المصورين.
وطن جديد
تأسست قرية إيميرات منذ القرن الثاني عشر. إلا أن وجودها انتهى بعد مرور 826 عاما على ذلك، فمنذ عام 2006 اقترب منجم غارتسفايلر من القرية. وتتم حاليا إعادة بنائها في مكان آخر. إلا أنه لا يمكن ملاحظة تاريخ القرية وتاريخ سكانها في إيميرات الجديدة.
تموت الطبيعة أيضا
لا يطرد الفحم البني الإنسان فحسب، وإنما يطرد الطبيعة أيضا. وهذا ملحوظ مثلا في منجم هامباخ القريب من منجم غارتسفايلر، حيث لا توجد إلا أراض مقفرة لا يزدهر أي شيء فيها. فهنا كانت تقع سابقا أكبر غابة في ولاية شمال الراين فيستفاليا. ورغم أنه يمكن إعادة استصلاح مثل هذه الأراضي المقفرة، إلا أن ذلك يستغرق عقودا ويتطلب تخصيص أموال ضخمة.
الاحتجاج مستمر
ليس من المعروف، إذا ما كان استخراج الفحم البني سيستمر لفترة أطول أم لا. إلا أن الإنسان والطبيعة سيعانيان من آثاره بالتأكيد لفترة طويلة. ولذلك، فإن الاحتجاج ضد شركات استخراج الفحم وتوليد الطاقة مستمر. وعلى كل حال، فإن سكان قرية كاينبيرغ لا يزالون مهددين بإعادة توطينهم. وهم مصممون على عدم قبول ذلك.