صفارات الإنذار تدوي في جنوب إسرائيل بعد هدوء نسبي في غزة
١٢ مايو ٢٠٢٣انطلقت صفارات الإنذار من ضربات صاروخية في جنوب إسرائيل اليوم الجمعة (12 أيار/مايو 2023) بعد ليلة من الهدوء النسبي في قطاع غزة حيث شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية مستهدفة نشطاء "حركة الجهاد الإسلامي" خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في الأحياء المحيطة بالقطاع لكن لم ترد أنباء فورية عن وقوع أي أضرار. كما انطلقت صفارات الإنذار من ضربات صاروخية في مناطق خارج القدس للمرة الأولى منذ تصاعد القتال بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة هذا الأسبوع.
وبثت محطات الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية تحذيرات من إطلاق صواريخ باتجاه مدينة بيت شمش ومناطق في التلال الواقعة خارج القدس.
وبعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار، منهية 12 ساعة من الهدوء في القتال عبر الحدود، قال الجيش الإسرائيلي إنه استأنف قصف أهداف في قطاع غزة تابعة لـ"حركة الجهاد الإسلامي".
وتراجعت حدة القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ليل الخميس الجمعة، عمّا كانت عليه في الأيام الثلاثة الماضية التي قتل خلالها ثلاثون فلسطينيا وشخص واحد في إسرائيل.
وتحدّث صحافيو وكالة فرانس برس عن استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وإطلاق صواريخ من مسلحين فلسطينيين باتجاه إسرائيل ليل الخميس الجمعة، لكن بشكل أقلّ حدة. وقال الجيش إنه استهدف منشآت عسكرية عدة "للجهاد الإسلامي" ومواقع إطلاق صواريخ.
وتحدث شهود في غزة عن ثلاث غارات جوية على مناطق خالية في رفح في جنوب القطاع لم تؤد إلى إصابات. وفي البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة التي يعيش سكانها في الملاجئ منذ ثلاثة أيام، أطلقت صفارات الإنذار مرات عدة منذ الصباح حتى الليل.
وبدت الشوارع شبه خالية الجمعة في قطاع غزة، وأغلقت المحلات أبوابها باستثناء المخابز وبعض محلات الأكل التي فتحت جزئيا.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل شخص الخميس في روحوفوت جنوب تل أبيب بصاروخ أصاب مبنى سكنيا، بينما تحدثت خدمات الطوارئ عن خمس إصابات في إسرائيل بشظايا ناجمة عن انفجارات منذ إطلاق أول صاروخ فلسطيني الأربعاء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الذي يخضع لسلطة حركة "حماس"، أن دوامة العنف أودت حتى الآن بحياة ثلاثين فلسطينيا بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء وأدت إلى جرح 93 آخرين. وبين القتلى خمسة من قادة "حركة الجهاد الإسلامي" ومقاتلون من الحركة نفسها ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 866 صاروخا على الأقل أطلق من غزة على إسرائيل. ويؤكد الجيش أن 25 بالمئة من الصواريخ سقطت في القطاع نفسه ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قاصرين. ولم تتمكّن فرانس برس من الحصول على تعليق من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على هذه المعلومات. وقال إنه استهدف منذ بدء عمليته "الوقائية" 170 هدفا لتنظيم "الجهاد الإسلامي".
وشهد قطاع غزة بسكانه البالغ عددهم نحو 2,3 مليون نسمة يعانون من الفقر والبطالة ويخضعون لحصار اسرائيلي، عددا من الحروب مع إسرائيل منذ 2008.
استئناف مباحثات التهدئة
وتعمل مصر، الوسيط التقليدي بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء أخطر تصعيد منذ آب/أغسطس 2022 بين الجانبين.
وكان مصدر في "حركة الجهاد الإسلامي" تحدث مساء الخميس عن مناقشة "صيغة نهائية لوقف لإطلاق النار" في مصر. وأكد رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي لوكالة فرانس برس أن "المباحثات تستكمل اليوم" الجمعة. وقالت مصادر قريبة من محادثات التهدئة إن مصر نجحت في خفض وتيرة التصعيد لإعطاء فرصة لإتمام صيغة نهائية للاتفاق.
وأكد مصدر في "الجهاد الإسلامي" أن الحركة تشترط أن "تتعهّد اسرائيل بوقف الاغتيالات بغزة والضفة الغربية بضمان الإخوة في مصر"، مشددا على أن "هذا أهم شرط لوقف إطلاق النار". واطلّع الأمين العام "للجهاد الإسلامي" "على الورقة المصرية النهائية الليلة الماضية وجرى نقاشها في الأوساط القيادية في الحركة".
وتعثرت محادثات وقف إطلاق النار بسبب رفض إسرائيل الالتزام بوقف الاغتيالات في قطاع غزة بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. كما نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إنه تم استئناف محادثات الوساطة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وهذه أسوأ موجة توتر يشهدها قطاع غزة منذ آب/ أغسطس 2022 عندما قتل نحو 49 فلسطينيا من بينهم 19 طفلا في غارات إسرائيلية استمرت لمدة ثلاثة أيام.
وحركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضا، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
خ.س/ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)