طالبان وقمعها المتزايد ضد تعليم الفتيات
٤ نوفمبر ٢٠٢٣قبل أيام أطلقت حركة طالبان سراح مطيع الله ويسا، الناشط البارز المناصر لتعليم الفتيات، بعد سبعة أشهر من اعتقاله فيما مازال الغموض يكتنف سبب احتجازه خاصة مع عدم تمكنه من الحديث إلى وسائل الإعلام. وفي مقابلة مع DW، قال شقيق مطيع الله إن طالبان "قامت بمداهمة منزل العائلة في مارس/آذار بالتزامن مع اعتقال مطيع الله أثناء مغادرته أحد المساجد في كابول. وسبب الاعتقال هو اتهامه والعائلة بالتورط في أعمال تجسس".
الجدير بالذكر أنه عقب استيلاء طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان في أغسطس / آب عام 2021، شرعت الحركة الأصولية المتشددة في القضاء على أي مظهر من مظاهر مشاركة النساء والفتيات في الحياة العامة خاصة العمل والتعليم. وقررت طالبان العام الماضي منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات وهو ما جعل أفغانستان واحدة من أكثر دول العالم من حيث فرض قيود على تعليم الفتيات والنساء. ولاحقا، زعمت طالبان أنها ستعيد فتح المدارسوالجامعات أمام الفتيات على أساس إعداد فصول منفصلة بين الجنسين.
"التحريض ضدنا"
وكان مطيع الله ويسا قد أسس عام 2009 منظمة تشجع الفتيات على التعليم خاصة في المناطق المحرومة والنائية والريفية والمحافظة في البلاد، حيث قال إن العديد من الأفغان والافغانيات ممن يعيشون في هذه المناطق لم يحصلوا على أي فرصة للتعليم. وقبل عودة طالبان إلى الحكم مجددا، كان القائمون على المنظمة يعقدون اجتماعات مع شيوخ القبائل ويساعدون السلطات على فتح المزيد من المدارس فضلا عن توزيع الكتب الدراسية وإنشاء مكتبات متنقلة في جميع أنحاء أفغانستان.
وعقب القبض عليه، دشن أنصار حكومة طالبان حملات على منصات التواصل الاجتماعي لاتهام الناشط الحقوقي بارتكاب سلوك "يتعارض مع القيم الإسلامية والاخلاقية،" على حد زعمهم.
وساقت الحملات ضده أدلة على هذه الاتهامات ضد مطيع الله ويسا لم تتجاوز نشر صور له وهو يأكل الرمان مع فتيات أثناء مهرجان الرمان التقليدي الذي يُقام في أواخر الخريف بمقاطعة قندهار، مسقط رأسه.
وشارك مطيع الله وأعضاء منظمته في المهرجان في كابول مع متطوعين من الذكور والإناث على حد سواء، فيما قال الناشط إنه "جرى نشر كل هذه الصور على صفحاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم قاموا بأخذها للتحريض ضدنا".
"لا تغيير في مواقف طالبان"
يشار إلى أن طالبان أقدمت على اعتقال عشرات النشطاء والأكاديميين والصحافيين فيما أكدت يذر بار، المديرة المساعدة لحقوق المرأة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن استهداف طالبان للنساء والفتيات "مازال مستمرا".
وفي مقابلة مع DW، أضافت أن " طالبان تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان. وبسبب أن اهتمام العالم بات منصبا على مناطق آخرى، فإن الحركة تشعر بحرية كبيرة في المضي قدما في ارتكاب المزيد والمذيد منها". وقالت إن إطلاق سراح مطيع الله ويسا وقبله الصحافي الأفغاني الفرنسي مرتضى بهبودي، "لا يجب أن يُنظر إليهما باعتبارهما إشارة تحمل في طياتها أي مؤشر على حدوث تغيير في مواقف طالبان".
خداي نور نصار – كابول / م. ع