محاكمة مرتكبي جرائم الحرب العائدين من سوريا
٣ مايو ٢٠١٦لأول مرة في ألمانيا تتم محاكمة شخص من العائدين إلى البلاد بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا. المواطن الألماني الإيراني الأصل آريا ل. سافر مطلع عام 2014 إلى سوريا للالتحاق بميليشيا إسلامية، كما تقول لائحة الاتهام. هناك تدرب على استخدام السلاح وشارك في معارك ضد نظام بشار الأسد.
لائحة الاتهام تركز على الصور التي التقطها مع رأسين مغروسين على رمحين في سوريا خلال ربيع 2014، ثم وضع الصور على فيسبوك. وبذلك فإنه و"حسب القانون الإنساني الدولي لحماية الشعب، قام بمعاملتهما معاملة مهينة واستخف بالضحايا" كما يقول النائب العام، لذلك وجهت النيابة إليه تهمة ارتكاب جريمة حرب.
صور بشعة على فيسبوك
لا يُعرف الكثير عن المتهم، سوى ما تناقلته وسائل إعلام عن انتمائه إلى السلفيين في منطقة فرانكفورت بولاية هسن، والتي هي إحدى قلاع السلفيين في ألمانيا. كما يعرف عنه أنه أدى مناسك الحج في مكة ثم التحق بالجهاديين.
ويقول توماس موكه من "شبكة درء العنف"، إن "السلفيين يعرفون كيف يغررون بالشباب". هذه الشبكة تقدم مساعدات للأهالي الذين يلتحق أبناؤهم بالمتطرفين ويعمل أفرادها مع العائدين من سوريا. ويضيف موكه: "معظم الشباب يتم استقطابهم من أصدقاء لهم وفي نفس العمر، وهم يبحثون عن سند في الحياة وتوجيه، فيعتقدون أنهم يجدون لدى المتطرفين ما يبحثون عنه". لكن كثيرين منهم يصابون بالصدمة حين يشاركون في الحرب الأهلية السورية، ويقول موكه: "من يرتكب أعمالاً إجرامية في سوريا، يكون لديه استعداد لهذه الأفعال قبل سفره".
أياد ملطخة بالدماء؟
لكن ليس من السهل إثبات من "تلطخت أيديهم بالدماء" من بين العائدين من سوريا، كما يقول النائب العام بيتر فرانك، لعدم وجود الأدلة الكافية.
وفي الأثناء هناك أربعة أقسام تابعة للنيابة العامة تتابع قضايا الجهاديين الألمان العائدين من سوريا. وقد صدرت أحكام بحق بعضهم، لكن الأشهر القادمة ستشهد موجة من المحاكمات. وهناك حاليا حوالي 130 قضية مرفوعة ضد ما يقارب الـ 200 متهم. وكانت معظم التهم حتى الآن العضوية في تنظيم إرهابي أو تقديم الدعم إلى تنظيم إرهابي، لكن الآن هناك 13 قضية ترقى التهم فيها إلى جرائم حرب.
وأوضحت متحدثة باسم النيابة أن 10 تحقيقات متصلة بسوريا والعراق حول ارتكاب جرائم حرب، مطروحة الآن أمام النيابة، إضافة إلى 30 دعوى ضد جهاديين سابقين بتهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية".
وتأكيدا للأهمية المتزايدة لهذه الملفات، تصل 25 إلى 30 معلومة يوميا إلى المحققين عبر ملفات اللجوء الخاصة بالسوريين وتتضمن منذ نهاية 2013 أسئلة منهجية حول جرائم الحرب.