"عالم في حرب" - أعداد اللاجئين في العالم تسجل رقما قياسيا
تحتفل الأمم المتحدة في 20 يونيو/ حزيران من كل عام باليوم العالمي للاجئين. وبلغ عدد اللاجئين في 2014 رقما قياسيا، يفوق قدرات المفوضية العليا للاجئين. ويأتي معظم اللاجئين من سوريا ثم أفغانستان فالصومال على الترتيب.
بسبب النزاعات المختلفة في العالم بلغ عدد النازحين واللاجئين في نهاية عام 2014 مستوى قياسيا قدره نحو 60 مليونا مقابل حوالي 51 مليونا في العام الذي سبقه (2013)، حسب تقرير بعنوان "عالم في حرب" أصدرته المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة.
في السنوات الخمس الأخيرة اندلع أو عاد 14 نزاعا على الأقل، ثلاثة في الشرق الأوسط (سوريا والعراق واليمن) وثمانية في إفريقيا (ليبيا ومالي وجنوب السودان وشمال نيجيريا ..الخ) وواحد في أوروبا (أوكرانيا)، وثلاثة في آسيا (قرغيزستان وعدد من مناطق بورما وباكستان).
ووسط ظروف محفوفة بالمخاطر عبَر أكثر من 219 ألف لاجئ ومهاجر البحر المتوسط في 2014 ، أي ثلاثة أضعاف ما كان في 2011. ولقي حوالي 3500 من الرجال والنساء والأطفال مصرعهم أو اعتبروا مفقودين نتيجة محاولات العبور.
يقصد معظم القادمين عبر البحر المتوسط جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. هناك تحول الشاطيء إلى مقبرة للسفن التي حملت اللاجئين. وتكررت كثيرا حوادث الغرق كان أقساها في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حيث غرق قرابة 370 لاجئا في البحر.
مامادو با سنغالي مدافع عن حقوق الإنسان، يعيش في البرتغال منذ 1997، وقدم لزيارة لامبيدوزا وتظهر الصور التي التقطها هناك ذكرى المآسي التي تعرض لها اللاجئون الذين ابتلعهم البحر أمام سواحل لامبيدوزا.
في 2014 كان معدل النزوح واللجوء يوميا بـ 42500 شخص . وأكثر الشعوب تضررا هو الشعب السوري بعدد حوالي 8 ملايين نازح و4 ملايين لاجئ حتى أواخر 2014. البداية كانت 2011 مع اندلاع النزاع السوري الذي بات يتسبب في أكبر عملية تهجير ونزوح للسكان في العالم.
ويقع السوريون تحت نير الجبهات المتصارعة في سوريا. ونزحوا إلى البلاد المجاورة ولا سيما تركيا التي يتواجد بها أكبر عدد من النازحين السوريين. هنا عند معبر اقجه قلعة الحدودي فر آلاف السوريين من المعارك بين القوات الكردية وتنظيم "داعش" للسيطرة على مدينة تل أبيض الحدودية الإستراتيجية.
ولبنان هو البلد الثاني من حيث عدد السوريين الذي فروا إليه هربا من الحرب. هنا في سهل البقاع عاش في فصل الشتاء سوريون وسط ثلوج ارتفاعها نصف متر، ودرجات حرارة تحت الصفر، يحتمون بخيام ربما لا تحميهم كثيرا من البرد، لكنها بمثابة انقاذ لهم من القتل.
كما استقبلت الأردن أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين على سبيل المثال هنا في مخيم الزعتري أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم . ظروف صعبة، لكنها على الأقل أفضل من الموت الذي كان ينتظرهم في بلدهم.
تشكل أوروبا وجهة أساسية لأعداد ضخمة من اللاجئين من الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وقد عبرت منظمات إنسانية دولية عن خيبة أملها من ضعف مساهمة أوروبا في استقبال اللاجئين. أحد النشطاء وضع معلقة عليها عبارة"أنا مهاجر" في بهو قاعة البرلمان الأوروبي أثناء مداولاته حول قضية اللاجئين.
أسرة سورية لاجئة في مركز للاجئين بزيغبورغ قرب بون. سهلت ألمانيا من إجراءات قبول واستقبال اللاجئين السوريين. وتعد ألمانيا الدولة "الأكثر سخاءً" في أوروبا في مجال استقبال اللاجئين السوريين، حيث وافقت على استقبال 20 ألف لاجئ . إعداد صلاح شرارة