ملايين الشيعة يحيون ذكرى وفاة الإمام الكاظم
١٤ مايو ٢٠١٥أحيا أكثر من عشرة ملايين مسلم شيعي ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم بزيارة مرقده في شمال بغداد، في مناسبة سنوية اختتمت الخميس (14 مايو/ آيار 2015) وطبعتها فجراً أعمال عنف وشغب في منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية.
وقال المسؤول الإعلامي للعتبة الكاظمية عامر الانباري لوكالة فرانس برس إن عدد الزائرين بلغ "أكثر من عشرة ملايين شخص"، مشيراً إلى أن إعداد هؤلاء سجلت خلال نحو أسبوع. وأضاف أن هذا العدد "هو الأعلى، وهو رقم غير مسبوق". لكن يصعب التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة. وبدأت حشود كبيرة من الشيعة منذ نحو أسبوع، بالتدفق نحو المرقد في الكاظمية، قادمين من بغداد ومحافظات أخرى، لإحياء الذكرى السنوية لمقتل سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية.
وشارك نحو 75 ألف عنصر من الجيش والشرطة في خطة أمنية لضمان أمن الزوار، شملت قطع العديد من الطرق وإقفال مناطق بأكملها. إلا أن الوضع الأمني اضطرب صباح الخميس، مع اندلاع أعمال شغب في الأعظمية، التي يعبرها الزوار في طريقهم إلى الكاظمية، إثر شائعات عن وجود انتحاري يعتزم تفجير نفسه، بحسب ضابط برتبة عقيد في الشرطة.
وقال المصدر "قام مندسون من الزوار المتجهين إلى مرقد الإمام الكاظم، بالهجوم على مبنى تابع لهيئة استثمار أموال الوقف السني في منطقة الأعظمية، وحرقوا 17 منزلاً على الأقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال". بدأ ذلك بعيد الثانية فجراً (2300 ليل الاربعاء تغ). وحاولت الشرطة ضبط الحشود عبر إطلاق النار في الهواء، ما دفع بعض الزوار للاعتقاد أن سكاناً في الاعظمية يطلقون النار في اتجاههم، بحسب المصدر. وأوضح الضابط ومصدر طبي أن أعمال العنف أدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 20. وتباينت المصادر حول ظروف مقتلهم، أكان بسبب الحرائق أو بسبب إطلاق الرصاص. وتأتي هذه التطورات في خضم الحرب مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلامياً بـ"داعش"، الذي يسيطر على مساحات منها منذ حزيران/ يونيو.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي فجر اليوم أنه أمر القوات الأمنية "بتطويق الفتنة وملاحقة مثيريها"، معتبراً أن ما جرى سببه "اندساس إرهابيين بين الزوار". وسارع العبادي صباحاً إلى زيارة الكاظمية والأعظمية، حيث جال في الشوارع والتقى رجال دين سنة وشيعة. وقال من الأعظمية "البعض أغاظهم توحد العراقيين في مواجهة الإرهاب، في مواجهة أعداء العراق، فأرادوا أن يشعلوا هذه الفتنة، إلا أن وعي العراقيين فوت الفرصة عليهم".
أما نائب الرئيس العراقي أياد علاوي فقد دعا اليوم الخميس الحكومة بإجراء تحقيق فوري حول تلك الأحداث. وقال علاوي في بيان صحفي: "في الوقت الذي يكون الشعب العراقي أحوج ما يكون إلى الوحدة والتضامن والأخوة لمواجهة التحديات الخطيرة والطارئة يقوم نفر من البسطاء والمندسين والمخربين بمحاولة زرع الفتنة التي تؤدي إلى تقسيم العراق وإلى تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي الأصيل وتوتير الأجواء المحتقنة أصلاً وذلك باعتدائه على حرمة الأوقاف الإسلامية التي وقفها العراقيون الخيرون لتحقيق أعمال الخير والبناء".
ع.غ/ (د ب أ، آ ف ب، رويترز)