عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران.. وجهود ألمانية لاحتواء الموقف
٨ يونيو ٢٠١٩دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال زيارته للعراق إلى تهدئة الأزمة الإيرانية في ظل التوترات المتزايدة في من المنطقة. وقال ماس - لدى وصوله إلى بغداد اليوم السبت: "لا ينبغي لأحد أن يصب الزيت على النار في هذا الوضع المتفاقم للغاية في الشرق الأوسط... خطر أن تؤدي حسابات خاطئة وسوء تفاهمات واستفزازات في منطقة بالغة التوتر، إلى عواقب لا يمكن التنبوء بها، موجود بوضوح"، مضيفا أن الخلاف حول الاتفاق النووي مع إيران على وجه الخصوص يزيد من تفاقم الوضع.
ورفضت إيران الجمعة اقتراحا فرنسيا بإحياء المفاوضات النووية، مشيرة إلى أن توسيع الاتفاق النووي القائم قد يؤدي إلى انهياره تماما. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إنّ هدفه لتحقيق "السلام في منطقة" الشرق الأوسط يتطلب "الشروع في مفاوضات جديدة"، مشيرا إلى أن باريس ترمي إلى تقليص النشاط البالستي لإيران والحد من نفوذها الإقليمي.
وبينما تتواصل الجهود الأوروبية لاحتواء الأزمة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم السبت (الثامن من يونيو/حزيران) أن العقوبات الأمريكية الجديدة تثبت "زيف" موقف الولايات المتحدة. وقال عباس موسوي، في بيان صدر غداة إعلان واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على "شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات"، إن "أسبوعا واحدا فقط كان كافيا لإثبات زيف مزاعم الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بالتفاوض مع إيران".
واعتبر موسوي أن العقوبات الجديدة "تشكل مرة أخرى انتهاكًا واضحًا للقواعد الدولية"، واصفاً إياها بأنها "إرهاب اقتصادي" واستمرار "للأعمال العدائية" المستمرة للبيت الأبيض ضد الشعب الإيراني.
وفرضت الولايات المتحدة أمس الجمعة عقوبات على أكبر مجموعة قابضة للبتروكيماويات في إيران لدعمها الحرس الثوري الإيراني، في خطوة قالت إنها تهدف إلى تجفيف منابع تمويل القوة العسكرية الإيرانية. واستهدفت العقوبات "شركة الخليج الفارسي" للصناعات البتروكيماوية لتوفيرها الدعم المالي للذراع الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني المسؤول عن برنامج الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين: "باستهداف هذه الشبكة نعتزم قطع التمويل عن عناصر رئيسية من قطاع البتروكيماويات الإيراني تقدم الدعم للحرس الثوري."
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن وزارة النفط الإيرانية منحت العام الماضي شركة "خاتم الأنبياء"، الذراع الاقتصادية والهندسية للحرس الثوري، عشرة مشاريع في صناعات النفط والبتروكيماويات بقيمة 22 مليار دولار، أي أربعة أضعاف الميزانية الرسمية للحرس الثوري الإيراني. وأوضحت أن "شركة الخليج الفارسي" والشركات التابعة لها تملك 40 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في إيران، وهي مسؤولة عن 50 بالمئة من إجمالي صادرات طهران من البتروكيماويات.
وتأتي العقوبات الجديدة في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب لزيادة الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران بسبب برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية وكذلك لشنها حروبا بالوكالة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
ع.ج.م/ ف.ي (أ ف ب، رويترز)