"علاقات استراتيجية".. ماذا بعد لقاء الشرع وميقاتي؟
١١ يناير ٢٠٢٥
في أول لقاء بين مسؤولين من البلدين منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، زار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على رأس وفد ضم وزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية الرئيسية في البلاد دمشق السبت (11 يناير/ كانون الثاني 2025).
وهذه أول زيارة لرئيس حكومة لبناني الى العاصمة السورية منذ العام 2010.
وأكد ميقاتي بعد لقائه برئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أن لبنان وسوريا سيتعاونان في تأمين الحدود البرية ومتابعة ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في دمشق مع الشرع "ضبط كامل للحدود وخاصة النقاط الحدودية غير الشرعية لضبط التهريب على سلم الأولويات".
من جانبه، أعرب أحمد الشرع عن تطلع بلاده إلى علاقات "استراتيجية طويلة الأمد" مع لبنان، بعد انتخاب جوزاف عون رئيسا، مؤكدا أن بلاده ستقف على "مسافة واحدة" من جميع اللبنانيين.
وقال الشرع "ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، بيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جدًا"، معتبرا أن انتخاب عون سيؤدي إلى "حالة مستقرة في لبنان"، و"سنحاول أن نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار".
وأضاف :"نطلب من الشعبين السوري واللبناني فرصة لمعالجة مشكلات الماضي، وسنكون على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ومن المبكر الحديث عن ترسيم الحدود مع لبنان حاليا ". وشدد الشرع على أولوية إدارته في "ترتيب الوضع الداخلي وضبط حالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة".
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي " بحثت مع الشرع العلاقات بين بلدينا والتحديات التي تواجه المنطقة، ولمست لديه استعدادا لمعالجة ملف اللاجئين السوريين". وأكد ميقاتي أن مراجعة ملف اللاجئين السوريين بلبنان من مصلحة البلدين لأنه "يضغط علينا وقد تفهم الشرع أهمية الأمر". وشدد ميقاتي على دعم لبنان لتطلعات الشعب السوري ، مضيفا "طالما كانت سوريا بخير فإن لبنان بخير" .
وتعد زيارة ميقاتي إلى دمشق الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ العام 2010. وكان الشرع عقد اجتماعا، اليوم، في دمشق مع ميقاتي. وأشار المكتب الإعلامي لميقاتي إلى أن الوفد اللبناني المشارك في الاجتماع يتضمن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والمدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.
ووفق المكتب، يشارك عن الجانب السوري وزير الخارجية أسعد شيباني ورئيس الاستخبارات انس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تعزيز العلاقات الثنائية، بعدما شابها إشكاليات عدة، لا سيما منذ تدخل حزب الله العسكري في النزاع السوري دعمًا لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكانت السلطات السورية الجديدة قد فرضت منذ الثالث من كانون الثاني/يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأفاد الجيش اللبناني في اليوم نفسه بوقوع "اشتباك" وتعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق "معبر غير شرعي" مع سوريا في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين. وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه إلى زيارة دمشق.
وكان الشرع قد تعهد خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 كانون الأول/ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذًا "سلبيًا" في لبنان وستحترم سيادته. ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة في البلدين.
وفي خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، اعتبر جوزاف عون أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها". وتشكل سوريا المتنفس البري الوحيد للبنان، الذي يقول إنه يستضيف نحو مليوني لاجئ سوري على أراضيه.
م ف/ ع.ج/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)