عودة المخاوف في ألمانيا من تهديدات إرهابية بعد احتجاز مشتبهين عربيين
٩ سبتمبر ٢٠١١أعلن متحدث باسم الشرطة الألمانية صباح اليوم الجمعة (09 سبتمبر/أيلول 2011) تواصل التحقيقات ضد رجلين من أصول عربية كان ألقي القبض عليهما أمس الخميس للاشتباه في صلتهما بالإرهاب. وقال المتحدث إن التحقيقات ستبحث التأثيرات التي كان من الممكن أن تنجم عن المواد الكيمائية التي ضبطت بحوزة الرجلين. ومن المنتظر، وفق ما ذكره المتحدث، أن يصدر قرار اليوم، إما بإيداعهما الحبس الاحتياطي أو إخلاء سبيلهما.
وألقت الشرطة القبض على الرجلين أمس للاشتباه في تصنيعهما قنبلة بمواد كيميائية حيث يرجح المحققون أن الرجلين كانا يعتزمان تصنيع مادة متفجرة من لفافات تبريد وحمض. وقامت الشرطة بتفتيش مركز ثقافي إسلامي ومنزلي الرجلين. ولم يعرف بعد على وجه الدقة ماذا كانت خطط المتهمين ولا الهدف الذي كانوا يسعون لمهاجمته. يشار إلى أن الادعاء العام الألماني لم يتول التحقيقات في القضية بعد، الأمر الذي لا يضفي بعدا أكبر للواقعة.
وأعادت عملية القبض على المشتبه بهما المخاوف من اعتداءات إرهابية في ألمانيا. في هذا السياق اعتبر وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش أن القبض على الرجلين في برلين يوم أمس الخميس يظهر أن الخطر يكمن في أناس يعيشون داخل البلاد. ولم يشأ الوزير أن يكشف عن تفاصيل حول عملية القبض على المتهمين، مفضلا انتظار نتائج التحقيقات، لكنه جدد ـ في مقابلة مع قناة التلفزيون الألمانية الثانية تزيد دي إف ـ على أهمية تخزين البيانات الشخصية. لكن وزيرة العدل زابينا لويتهويزر اعترضت على ذلك معتبرة أن الوقت ليس مناسبا للعودة مرة أخرى إلى الجدل حول عملية تخزين البيانات.
"نحو 1000 يمكن اعتبارهم إرهابيين إسلاميين"
ومن ناحية أخرى قال وزير الداخلية الألماني إن محاربة الإرهاب صارت أكثر صعوبة نظراً "للامركزية الهياكل الإرهابية" بحيث أصبحت السلطات الأمنية تواجه خطر شخص أو شخصين بدلا من مجموعات كبيرة، حسب تعبير الوزير الألماني في مقابلة مع راديو زودفيست روندفونك الألماني، الذي أشار إلى "ظاهرة التطرف الفردي". الوزير فريدريش اعتبر أن "مصدر القلق الرئيسي" يتمثل في وقوع اعتداء يرتكبه شخص منفرد لأن "الأفراد الذين يتحركون منفردين يكون رصدهم أكثر صعوبة".
وفقا للوزير فريدريش في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية الصادرة الاثنين الماضي فإن هناك نحو ألف شخص "يمكن اعتبارهم إرهابيين إسلاميين". في ألمانيا، منهم 128 "خطرين" حيث يمكن ـ وفقا للمسؤول الألماني ـ أن يرتكبوا أعمالا تصل إلى حد الاعتداء، فقد تلقى 20 منهم تدريبات في "معسكرات لإرهابيين". الوزير الألماني عاد وقال في مقابلة مع راديو زودفيست روندفونك اليوم الجمعة إن "هذا لا يعني أن هؤلاء الألف شخص هم إرهابيون محتملون، لكنهم يتحركون في هذا الإطار".
ميركل: : خطر الإرهاب لا يزال كامنا
وفي سياق متصل، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن خطر الإرهاب "الذي أصبح التهديد الكبير الجديد" لا زال كامنا وطالبت المجتمع الدولي بمزيد من التعاون لمعرفة كيفية مواجهة هذا التهديد بشكل جذري. ورأت ميركل، في مقابلة مع قناة "آر تي إل" التليفزيونية الألمانية بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، أن تشديد الكثير من القوانين الأمنية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان ضروريا رغم أن الكثيرين رأوا أن هذا الإجراء تسبب في بعض القيود. وأوضحت: "من وجهة نظري الشخصية أرى أن هذه القوانين ضرورية للحفاظ على الخير الكبير للحياة الحرة بالنسبة لغالبية كبيرة من الناس".
(ع. ج.م/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي