غضب ورشق بالحجارة لكبار مسؤولي تونس في مهد ثورة الياسمين
١٧ ديسمبر ٢٠١٢هاجم متظاهرون بالحجارة الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر اليوم الاثنين (17 ديسمبر / كانون الأول) خلال احتفالات في سيدي بوزيد بالذكرى الثانية للثورة التي أطلقت شرارة "الربيع العربي". وكان المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي توجها إلى هذه المدينة المهمشة اقتصاديا في وسط البلاد لإحياء ذكرى إضرام محمد البوعزيزي النار بنفسه.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن المتظاهرين رشقوا المرزوقي بالحجارة، بينما كان بن جعفر يحاول إلقاء كلمته أمام حوالي خمسة آلاف شخص تجمعوا في الساحة التي شهدت حادثة البوعزيزي. وقامت قوات الأمن بإجلاء المسؤولين إلى مقر الشرطة وسط هتافات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط الحكومة" و"ارحل ارحل" قبل أن يتقدموا باتجاه المنصة. لكن لم يحصل صدام بين المتظاهرين وعناصر الشرطة في المكان.
هتافات ضد الرئيس المرزوقي
وطلب المرزوقي في كلمته، التي قوطعت بالصفير عدة مرات، من التونسيين التحلي بالصبر. وقال المرزوقي إن "الحكومة لا تملك عصا سحرية لتغيير الأمور (...) إنها تحتاج إلى الوقت لإنهاء إرث خمسين عاما من الديكتاتورية". وأضاف "أتفهم هذا الغضب المشروع لكن الحكومة حددت الداء وخلال ستة أشهر ستشكل حكومة تصف الدواء لشفاء البلاد مما تعاني منه". وأضاف الرئيس التونسي وسط هتافات الاستهجان من الحضور "للمرة الأولى لدينا حكومة لا تسرق أموال الشعب". ولم يحضر رئيس الوزراء حمادي الجبالي الاحتفالات بسبب إصابته بالانفلونزا.
وفي تطور سابق، أطلقت هتافات ضد المرزوقي خلال زيارة قام بها لضريح محمد البوعزيزي، البائع المتجول، الذي أحرق نفسه في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2010 في سيدي بو زيد ما أطلق الثورة الشعبية التي أطاحت ببن علي. ووضع المرزوقي العلماني الذي تحالف مع الإسلاميين في حزب النهضة إكليلا من الورود على ضريح البوعزيزي.
وكان حزب الجبهة الشعبية المحسوب على اليسار الاشتراكي قد دعا أمس أهالي سيدي بوزيد وكل الفقراء والعاطلين إلى مقاطعة أي مظاهر للاحتفال وتنظيم مسيرات سلمية احتجاجا على أداء الحكومة وعدم الوفاء باستحقاقات الثورة.
وتؤاخذ بعض منظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة الحكومة المؤقتة بسبب التباطؤ في حسم عدة ملفات رغم مرور عامين على الثورة. فبالإضافة إلى انتشار البطالة والفقر، لا تزال الملفات المرتبطة بحقوق جرحى وعائلات شهداء
الثورة معلقة بالإضافة الى تعثر سير محاكمة المتورطين في اطلاق الرصاص على المتظاهرين أثناء الاحتجاجات، واستعادة الأموال التي كان النظام السابق وافراده هربها الى خارج البلاد.
ش.ع / م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)