فان غال أمام انتقادات واسعة جراء خسائر بايرن ميونيخ العديدة
٣ نوفمبر ٢٠٠٩بعد موسم اعتبر الأسوأ في تاريخ النادي البافاري العريق، وجهت أصابع الاتهام إلى مدرب الفريق السابق يورغن كلينسمان، التي سئمت إدارة النادي مما جاء به من نظريات للرفع من مستوى اللياقة البدنية للاعبين، خصوصا وأن محاولاته هذه لم تأت أكلها، فتبخر حلم الفوز بلقب الدوري الألماني، واكتفى البافاريون بمركز الوصيف خلف فولفسبورغ. وعندها تعالت الأصوات مطالبة بإقالة كلينسمان، والتعاقد مع مدرب من الجيل القديم، الذي يتطلع إلى تحقيق انتصارات عوض التركيز على "عصرنة" فنون التدريب. ووقع الاختيار على المدرب الهولندي لويس فان غال. المدرب ذو التاريخ الحافل، والانجازات الكبيرة، كانت آخرها قيادة فريق ألكمار إلى لقب الدوري الهولندي.
إلا أن العصا السحرية التي كان من المفترض أن تقود بايرن إلى صدارة الدوري الألماني الحالي بوندسليغا فور انطلاقه، باعتبار أن صفوفه تزخر بألمع نجوم الدوري، لم تنجح حتى بعد الأسبوع الحادي عشر في اجتياز المركز السادس برصيد تسعة عشر نقطة. بل عانى الفريق البافاري من أسوأ بداية له في الدوري منذ 43 عاما بعدما فشل في الفوز في أي من مبارياته الثلاث الأولى، مكتفيا بالتعادل أمام هوفنهايم وفيردربريمن بنتيجة (1-1 ) قبل أن ينهزم أمام ماينز، الفريق العائد هذا الموسم إلى البوندسليغا، بهدفين مقابل هدف يتيم.
"أنا مدرب فقط ولست إلهاً!"
وبخمسة انتصارات وأربعة تعادلات وخسارتين، لا يمكن نعث رصيد النادي البافاري بالمأساوي، إلا أن هزيمته أمام بطل فرنسا بوردو ضمن منافسات المجموعة الأولى من بطولة دوري أبطال أوروبا (21.10.2009)، بهدفين مقابل هدف يتيم عززت من حجم الضغوطات الملقاة على المدرب الهولندي، حتى أنه وقبل أن يواجه فريقه نادي أنتراخت فراكفورت ضمن منافسات الأسبوع العاشر للدور الألماني، هتف في وجه الصحفيين قائلا، "لست إلها، ولو كنت كذلك لفزنا في جميع المباريات التي خضناها". مضيفا "إنني مدرب فقط يعمل ويكد ويهتم بلاعبيه" بل ويبحث عن الفوز. ومن حسن حظ غال أن فريقه انتزع النقاط الثلاث في تلك المباراة إثر فوزه بهدفين مقابل هدف واحد. لكن الفريق ما لبث أن استكمل صيامه عن تسجيل الأهداف، مكتفيا بالتعادل السلبي أمام شتوتغارت نهاية الأسبوع الماضي. ومن ثم بدا الفريق وفي ظل غياب النجم فرانك ريبري إلى جانب روبين وإيفكا أوليتش، عاجزا عن حسم المباريات التالية لصالحه. بينما بات التأهل إلى دوري الثماني من بطولة دوري أبطال أوروبا صعب المنال، والشيء نفسه بالنسبة لإمكانية انتزاع قائمة الدوري المحلي في الوقت الحالي.
انتقادات من خارج المعسكر البافاري
ومن الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى مدرب النادي. وبالفعل وجهت حملة انتقادات استهدفت المدرب الهولندي، إلا أنها جميعها بقيت من خارج المعسكر البافاري. فحتى الانتقاد الذي وجهه رئيس النادي كارل هاينز رومينغيه عقب مباراة الفريق ضد بوردو وجهها بالأساس إلى اللاعبين، متهما إياهم بفقدان روح الحماسة والإصرار على الفوز. أما القيصر فرانس بيكنباور، فقد قال إن فان غال في برنامج تلفزيوني للقناة الرياضية الألمانية (DSF) بالقول، إن المدرب الهولندي وخلال أربعة أشهر فقط، لن يكون قادرا على وضع ثقته في أي من اللاعبين". وهذا ما يفسر التغيير المستمر لفان غال بين خطتي اللعب بأسلوب 4-4-2 و4-3-3. وقد يكون المدرب الهولندي بحاجة إلى المزيد من الوقت. لكن ومع اقتراب مباراة الإياب ضد بوردو في بطولة دوري الأبطال، سيشتد الخناق عليه حتى بين أروقة النادي، رغم أنه ضمن الأربعاء الماضي (28.10.2009) لناديه بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي في بطولة الكأس الألمانية برباعية نظيفة أمام فرانكفورت. وكل هذا أمام تدهور مستوى خط الهجوم داخل الفريق البافاري. فالدولي الإيطالي لوكا توني أُبعد عن التشكيلة الأساسية بسبب ضعف مستواه. فيما لم ينجح المهاجم ماريو غوميس بعد في استعادة مستواه المعهود الذي كان عليه في فريقه السابق شتوتغارت. بل وكما قال عنه لاعب بايرن السابق، الفرنسي فيلي سانيول، في حديث لصحيفة كيكر الألمانية، فإن غوميس يفتقد حاليا للثقة في نفسه وفي قدراته، وكما هو الشأن بالنسبة لزملائه، فإنه متخوف من القيام بأي خطأ قد يكلفه مركزه داخل التشكيلة.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: عبده المخلافي