فصائل معارضة ترفض مؤتمر سوتشي للحوار حول سوريا
٢٦ ديسمبر ٢٠١٧في خطوة يعتقد المراقبون أنها ستعقد خطط موسكو حول عقد مؤتمر للحوار السوري في منتجع سوتشي الروسي، أعلنت فصائل سورية مسلحة رفضها المشاركة في هذا المؤتمر. وجاء في بيان أصدره نحو أربعين فصيلا سوريا معارضا أنها ترفض بشكل قاطع "المؤتمر الذي تدعو روسيا لعقده في سوتشي". كما أكدت على الرفض "المطلق لمحاولات روسيا الالتفاف على مسار جنيف"، وفق البيان.
وبالإضافة إلى جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، وقعت فصائل معارضة مدعومة من واشنطن أيضاً على البيان بينها "لواء المعتصم" الناشط في شمال حلب. وقال القيادي في "لواء المعتصم" مصطفى سيجاري لوكالة فرانس برس ".. من يريد أن يلعب دور الوساطة والضامن في المسألة السورية يجب أن يتمتع بالحيادية والإنصاف والصدق في دعم الانتقال السياسي، وهذا ما لا يتحقق في الجانب الروسي". وأضاف "هم شركاء في قتل الشعب السوري وداعمين لإرهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد".
وأعلنت دمشق نيتها المشاركة في المؤتمر في سوتشي، فيما انتقدت مراراً سير المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وشكل مصير الأسد العقبة التي اصطدمت بها المفاوضات في جنيف، إذ تطالب المعارضة برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما تصر دمشق أن المسألة غير مطروحة للنقاش.
وأعلنت أحزاب الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا في بيان تأييدها لانعقاد مؤتمر سوتشي، مؤكدة على "حقها" في المشاركة فيه. ووقع على البيان أحزاب عدة أبرزها حركة المجتمع الديموقراطي التي تضم حزب الاتحاد الديموقراطي أبرز الأحزاب الكردية في سوريا، وحزب الاتحاد السرياني والحزب الآشوري الديموقراطي.
وتصنف تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي، وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية، مجموعة "إرهابية" وفرعا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وتخشى أنقرة حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، وطالما أكدت نيتها التصدي له كما عارضت مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي في محادثات السلام السورية.
وبعد سنوات طويلة من الخلاف حول النزاع السوري، نشط حراك دبلوماسي بين تركيا وروسيا وايران. وترعى الدول الثلاث منذ كانون الثاني/يناير2017 محادثات في أستانا بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، وتم التوصل في أيار/مايو إلى اتفاق لخفض التوتر يسري حالياً في أربع مناطق سورية.
وكانت موسكو وطهران أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة قد أعلنت "عزمها التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 كانون الثاني/يناير 2018". ويأتي ذلك في وقت تغير ميزان القوى على الأرض لصالح الجيش السوري الذي بات يسيطر على نحو 55 في المائة من مساحة البلاد بعد خسائر كبيرة منيت بها الفصائل المعارضة وتنظيم "داعش".
م.أ.م/ أ.ح (أ ف ب)