فصل الربيع: متعة وشقاء
١٦ مارس ٢٠١٥يأتي فصل الربيع وتأتي معه روح الطبيعة وتستيقظ الحياة من سباتها العميق ويتخلص الإنسان من التعب البدني والإرهاق والميل الدائم للنوم لاستقبال هذا الفصل الجميل وحلته الزاهية والاستمتاع بسطوع الشمس ودفئها المعتدل. لكن هذا الفصل الجميل وما له من جوانب رائعة تكمن في التمهيد لعودة الحياة مرة أخرى إلا أنه لا يخلو من آثار جانبية.
- تعب الربيع
يشعر الكثير من الناس بالتعب والميل إلى النوم رغم تحسن الجو، وتتأثر النساء بشكل خاص عند تغير الجو من فصل شتوي إلى فصل ربيعي، لأن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة خلال فترة التغير هذه ولأن مستويات السيروتونين في الجسم لا تزال منخفضة في هذه الفترة. ويقول ديتر كونتس، مدير مستشفى هيدفيغ المتخصص في النوم وطب الأحياء الزمني في برلين، بأن الشعور بالتعب الذي ينجم في الأغلب عن قلة ظهور الشمس في هذه الفترة أمر طبيعي وصحي، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا).
- اكتئاب الربيع
رغم سطوع الشمس واكتساء الطبيعة لحلة جميلة وظهور الناس بنفسية سعيدة، إلا أن البعض تزعجه هذه الحيوية وسعادة الناس بقدوم فصل الربيع. ففترة التحول من فصل الشتاء إلى فصل الربيع تشهد صراعا بين الجسم والنفس ويشبه الخبير الطبي كونتس فترة التغير هذه بساعة يدخل محركها حبات رمال دقيقة وتحدث خللا فيها.
- حمى القش (حساسية الأنف)
أكد أولف دارسوف من الجامعة التقنية في مدينة ميونيخ الألمانية أن 15 حتى 20 في المائة من الناس، وفقا للإحصائيات الصحية، يعانون من حمى القش التي يتوالى ظهور أنواعها بشكل ملحوظ على مدى فصل الربيع، خصوصا في الأيام الأكثر دفئا مما يؤدي إلى ظهور أعراض صحية تُقلق المصابين بحمى القش.
- القراد
كائنات صغيرة تظهر مع حلول الربيع، فكلما ازدادت الأيام دفئا كلما ازداد عدد هذه الكائنات النشطة المعروفة بنقلها للأمراض الفيروسية في فمها من مخلوق إلى آخر. فكل عام يتعرض العديد من الناس للسعات "القراد" ويصابون بالتهاب الدماغ، وعرف العام الماضي 265 إصابة، أكثرها في ولاية بافاريا بشكل خاص.
- تحول اليوم من أقصر إلى أطول
لا يتأثر الحيوان بهذا التغير في ظهور الشمس فجأة وامتداد وضوح النهار ساعة أكثر كما يتأثر الإنسان. فساعة الإنسان البيوليجية مرهونة بشكل كبير بالتغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الإيقاع اليومي. فكل شخص منا ينام ويستيقظ في ساعة محددة من الليل والنهار كل يوم، كما لو أن هناك ساعة تعينه على ذلك. ومع تغير ظروفه الطبيعية ورؤية ضوء الشمس في وقت غير معتاد عليه يؤثر ذلك على نفسيته وعلى جسمه.
- حمى الربيع
في فصل الربيع تصاب الهرمونات بالجنون، وخصوصا الهرمونات الجنسية السيروتونين وهرمون تستوستيرون. وحتى سبعينيات القرن الماضي كانت نسبة الحمل في شهري مايو ويونيو الأكثر ارتفاعا بالمقارنة مع الشهور الأخرى. أما النتائج المعروفة حاليا فقد أكدت أن شهر ديسمبر هو الشهر الذي يعرف نسبة حمل مرتفعة مقارنة بالشهور الأخرى، ويرجع ذلك إلى عطلة الأعياد.
ع.اع./ف.ي (DW)